رواية إمبراطورية الرجال بقلم الكاتبة رحاب إبراهيم من ال١٦ الي ال٤٠
لهذا الحد !! لا يجب أن يرضخ مرة أخرى لقلبه ويصدق شيء تمنى بكل قلبه ان يكن صحيحا....تلك المخادعة تعتقد أنه سينتقم وهو سينتقم من الفراق بقربها...سيبنى على الأطلال جزيرة مزهرة تطل على قلبه بالأماني...وتجمعت بها كل الأماني...ليكن وصلها حلم بعيد...لم يعرف لم ابتسم بعشق...فقط أيام وبعدها ستقام قيامة ثورة عشقه...سيعلمها أن الحب هو الصدق فقط...وأن قلب هذا الأربعيني هو معاهدة السلام....ولكن مع كل هذا لا ينكر أنه قبل ذلك سيؤلمها قليلا...عتاب بين الأحباب جلست بسيارتها...ذهبت الدموع...وكأن الفجر أصبح على عتمة الألم...كانت تبكي أمامه..ولكن ارتباك عيناه عند رحيلها اخبرها أنه لا يبدو مثلما يقل !! ما يخفيه هذا الرجل ! ظلت تنظر أمامها بتهيه...لابد أن تعترف أن الأمان بداخلها أضاء !! تعجبت لذلك !! فكيف يكن الأمان وهو الخائڼ ! كيف نحب من يؤلمنا لهذا الحد !! وكيف نقع انفسنا والواقع يطارد أوهامنا الساذجة!! بعد أيام ستكن زوجته!! أكثر الأحلام أتت على طبق من القسۏة !! تفاجئت أن الابتسامة تسللت لشفتيها وهي تردد بخفوت _ هكون مراته !! مش معقول !! حركت سيارتها وللحظة تاه عنوان منزلها عن خاطرها..يبدو أنها لم تخرج من طور الصدمة للآن.. انتهت جميلة من صلاة الضحى وبدأت تستعد للذهاب للعمل وتبعها الفتيات بعد أداء فرضهن....همست حميدة لها وقالت بمكر _ عنيكي منورة يا جوجو أول مرة أحس أنك مبسوطة كده يارب ظني يطلع صح... وقفت جميلة بابتسامة أمام المرآة وانتهت من ارتداء حجابها وأجابت _ بصراحة يا حميدة مبسوطة علاقتي بجاسر بدأت تتصلح يمكن خاېفة بس حاسة أنه عايز يتغير بجد ربتت حميدة على كتفها وقالت بابتسامة _ لو اتغير عشانك كملي معاه لو اتغير بجد لأن التغيير ده مش حاجة سهل...ماتفتشيش في اللي فات المهم اللي جاي وهيكون ايه.. تنهدت جميلة ببعض القلق يمكن اللي فات ده هو سبب خۏفي أنا مش عارفة هو كان بيعمل ايه بالضبط خاېفة ليكون... صمتت بضيق فقالت حميدة _ المهم اللي جاي يا جميلة بس ما تسلميش قلبك غير لما تتأكدي أنه فعلا صادق واتغير بجد انا عذراكي في خۏفك اذا كان أنا نفسي خاېفة رغم أني متأكدة أن يوسف عمره ما عرف واحدة غيري...تعرفي احلى حاجة فيه ايه أنه حافظ على الجزء الطفولي في قلبه تصرفاته واسلوبه كلها بتقول أن الدنيا بكل اللي فيها ما عكرتش طيبته ساعات بحس أن حتى الدنيا بتحبه وبتحب رقته وطيبته وسابته زي ماهو... اتسعت ابتسامة جميلة بمرح وقالت _ سيدي يا سيدي ده يومين كمان وهنبقى بنقول شعر !! والله انا ما عارفة أزاي يوسف ابن عم البلطجي جاسر اڼفجر الأثنان بالضحك لتقل جميلة بسعادة _ احلى حاجة اننا حابينهم زي ما هما انا بحب يوسف على حاله وانتي حبيتي جاسر رغم بلطجته دي.. تدخلت سما بالحديث وقالت _ أنا نفسي أشوف عمهم ده عشان اهزائه !! قال طمعانين فيهم قال !!! قالت حميدة بضحكة طب احمدي ربنا أنك ما شوفتيهوش تهزأي مين يا غلبانة !! ده أنا بكل طولة لساني دي كنت بقف قدامه مابقدرش انطق اكبر حد في الشركة كان بيقف قدامه زي الكتكوت وعلى فكرة عمهم ده فظيع يمكن احلى منهم كمان العيلة دي تحسي انهم من سلالة الملوك كده تذكرت سما آسر وقالت شاردة آه بحس بكده أتت رضوى وهي تحمل حقيبتها وقالت بعجالة يلا بقى هنتأخر بالمكتب مثلما اتفقوا سابقا أن يأت الشباب أولا للعمل...دلف الفتيات للمكتب وتوجهت كل فتاة لعملها...جلست حميدة وبحثت عيناها على يوسف ولكنه لم يكن له وجود !! مر الساعي أمامها وهو يحمل كوب قهوة ومشروب كوكتيل فسألته حميدة _ ماشوفتش يوسف ياعم مرزوق أجاب الرجل بلطف لسه خارج من شوية يابنتي توجه الرجل لمكتب آسر مباشرة..... ابتسمت حميدة بمرح وقالت ياترى بيتعارك مع مين المرادي !! بمكتب آسر ترقب وصولها منذ أن أتى ظن أنها لم تأتي اليوم ولكنه تفاجئ بدخولها منذ دقيقة جلست سما دون أن تلقي عليه تحية الصباح حتى....بدأت بالعمل مباشرة نظر لها نظرة مطولة ودقق في تجاهلها المتعمد ولاحظه...قال بحدة _ مش أنا قلتلك ما تدخليش غير لما اسمحلك !! صمتت لدقيقة حتى هتف بغيظ مكررا حتى دق الباب فقال آسر بعصبية وعيناه عليها ااادخل دخل الرجل العجوز ووضع أمام آسر فنجان القهوة ثم توجه لسما وكاد أن يضع كوب العصير الذي كان بأمر آسر سابقا فرفضت سما قائلة شكرا يا عم مرزوق تعبينك معانا بس مش عايزة عصير مابقتش أحبه اشتعلت نظرة آسر بغيظ فقد فهم مقصدها الخفي ليسأل الرجل العجوز بعفوية تحبي اجيبلك حاجة تانية ابتسمت سما بداخلها قبل أن تقل شيء على علم أنه سيغضب آسر فقالت بخبث وقد تظاهرت بالبراءة _ ياريت تجيبلي