رواية إمبراطورية الرجال بقلم الكاتبة رحاب إبراهيم من ال١٦ الي ال٤٠
لم تفهم سما ما يقصده بشكل تام فقالت بغيظ _ انا مابحبش الظلم ولو ده حصل أنا همشي كمان.. احټرقت عيناه من الڠضب وهتف اااه زعلانة عليه طبعا !! واظن هتتقابلوا برا مش كده ! اتسعت عين سما پصدمة حتى أشارت له وقد ادمعت عيناها بعصبية _ آخر مرة تكلمني بالشكل ده أنا عمري ما عملت كده مع حد ولا كلمت حد يمكن آه يتيمة وماليش حد يسألني بس محترمة وعارفة حدودي...وأنت مالكش أنك تتكلم معايا بالطريقة دي ومالكش عندي غير الشغل وبس....خليك فاكر كويس يا باشمهندس أني كنت بحترمك وبقدرك وكنت بعمل كل اللي اقدر عليه عشان ما اغلطش في أي حاجة بس بعد اسلوبك معايا بجد بقيت اكره الشغل وبقى تقيل على قلبي... هرب بعيناه من دموعها التي انزلقت على خديها ثم قال بضيق _ اسلوبي معاكي سببه أني خاېف عليكي... هزت رأيها وقالت بمرارة آه عارفة بأمارة الطريقة اللي كلمتني بيها قدام باشمهندسة ندى !! تساءل بعصبية لما أنتي عزمتيها ماجاتش ليه وهو اللي جه ! اجابت سما وهي تمسح عينيها _ هي اعتذرت عشان والدها مريض وبتفضل جانبه اكتر الوقت.. تابع ذات العصبية يوم خطوبة جاسر كان واضح أنك مبسوطة بحضوره !! هتفت به وهي تبكي وعادت دموعها اعنف من السابق _ تصدق صح !!! ده حتى لما أنت اختفيت انا مشيت وسيبت الخطوبة وهو كان لسه موجود... ندمت على قولها هذا فاغلقت عيناها وعنفت نفسها وجلست على مقعدها واجهشت بالبكاء.... تؤلم قلبه ببكائها ولكن ابتسم من قولها...اخفى ابتسامتها وناولها منديلا ورقيا وقال بطلي عياط بقى هزت رأسها بالرفض وهي تنظر للأسفل فقال بأعتذار أنا أسف لاحظ من نظراتها أنها لم تقبل اعتذاره فكرر بابتسامة وهو يجثو أمامها _ انا مش ببقى قاصد ازعلك...بس فعلا أنا مش عارف بيحصلي ايه !! توقفت عن البكاء وتطلعت به بصمت...ما هذه الرقة التي يتحدث بها !! استقام آسر واعتدل في حديثه وقال بغموض _ أنا عصبي...عارف...بس فعلا أنا خاېف عليكي...من كل حاجة...واولهم أنا... اجفلت عينيها من كلماته حتى تهربت نظرته منها وعاد جالسا أمام مكتبه وقال دون أن ينظر لها _ نكمل شغل ولما الاجتماع يبتدي اعملي زي ما قولتلك قالت بحيرة طب وهفهم أزاي الشغل المفروض اكون موجودة !! تنهد وكأن هموم العالم على كتفيه وقال هفهمك أنا اللي محتاجة تعرفيه... راقبها وهي تعود للعمل بعدما توقفت عن البكاء بينما ذهنه شاردا بعدة أشياء....كيف يخبرها أنه يعشقها ويغار عليها پجنون...كيف يخبرها أنه لم يتخلص بعد من عقدة الطفولة الذي تركها له والداه....احبها رغم كل شيء...رغم أنه تعهد قديما أن لا يحب....النساء تستطع التظاهر بالحب...تستطع النسيان...تستطع الخداع...هذا ما ورثه عن والديه...ارث قد تأثث عليه منذ سنوات...سيواجه صعوبة شديدة حتى يتخلص منه وهذا أن استطاع... استدارت حميدة لتعود لمكتبها بعدما تحركت كثيرا بالمكان والقلق قد شق هدوئها....صدمت بيوسف يقف بمدخل المكان ثابتا بنظرة غامضة...توجهت اليه بقلق وقالت عاتبة _ كنت فين واتأخرت كده ليه !! نظر لها للحظات بصمت...دون أن يتحدث...تطلعت به حميدة بقلق فصمته هذا مريب أكثر من غيابه فقالت مالك يا يوسف في ايه !! تعالت ملامح الحزن على ملامح يوسف وقال _ حميدة...احنا لازم نسيب بعض...مش هينفع نكمل اتسعت عينيها پصدمة وذهول...نظرت له وكأنها ترى شبح مخيف...كادت أن تسقط من شد ما شعرت بوهن قدميها...قالت ببطء وعلامات الصدمة تثور على ملامحها _ نسيب بعض !! أنت بتقول ايه ! رافق هذا دموع من عينيها...وكأنه غرس خنجر بقلبها...ابهذه السهولة يتخلى!! ظنته سيحارب...ولكنه انسحب من قبل المعركة استندت يدها على الحائط خوفا أن تسقط حتى قال يوسف بضحكة _ صدقتي !!! أول مرة اعمل فيكي مقلب...بقى أنتي تصدقي أني ابعد عن روحي...ده أنتي روحي ياحميدو اجهشت بالبكاء وهي تنظر له بشراسة رغم أن قلبها وكأنه ارتوى بعد الظمأ....عادت لمكتبه غاضبة وباكية فلحقها بأعتذار وابتسامة _ والله ما كنت اقصد ازعلك للدرجادي ده انا جاي فرحان ومبسوط بس جت معايا غباء ماتزعليش مني والله لو كنتي مراتي دلوقتي لكنت بوست راسك وايديكي عشان ترضي أشارت له بتحذير وعصبية _ ماتكلمنيش دلوقتي خااالص يا يوسف اقولك حاجة...ما تكلمنيش خالص لا دلوقتي ولا بعدين... اطرفت عينيه بأسف وندم وبدا كالطفل وهو نادم _ مقدرش ما اكلمكيش...والله ماكنت اقصد آخر مرة هعملها أشارت له حميدة پعنف سيبني في حالي يا يوسف جلست على مقعدها امام المكتب وبكت بقوة...اقترب منها واسند يداه على المكتب بقربها...مرر زهرة بجانب وجهها وعينيها الباكية وقال هامسا بنبرة حنونة _ بمۏت فيكي ومابهونش عليا دموعك... نظرت له بأعين باكية وقالت بعتاب واضح !! افرض انا اللي كنت عملت فيك المقلب البايخ ده كنت هتعمل ايه !! قال مبتسما بعشق