رواية إمبراطورية الرجال بقلم الكاتبة رحاب إبراهيم من ال١٦ الي ال٤٠
كده أي انسان من جواه بيبقى نفسه يحب ويثق ويحس بالآمان...احنا بنحتاج نحس بالآمان اكتر منكم والله... أضاف عندما رأى التردد بعينيها وقال _ هي دي الحقيقة يمكن عرفت بنات كتير بس عمري ما كنت هختار واحدة منهم... عبست ملامحها بضيق وغيرة متخفية فقالت ليه ! ابتسم وقال بصدق لأن اللي بيدخل القلب بيبقى مقامه كبير في عنينا...نظرتنا ليه بتبقى مختلفة....وهتلاحظي أن الناس القريبة للقلب هما اللي بيخرجوا احلى ما فينا...زيك كده امتزج مع ابتسامتها بعض الشك والقلق فقالت _ عايزة اسألك سؤال بس... قطعت حديثها بحرج فنظر اليها مضيقا عيناه وقد فهم سير فكرها...تابعت جميلة بتلعثم هو البنات اللي عرفتهم معرفتك بيهم وصلت لفين حمد نظرتها الخجولة التي جعلتها تتهرب لجهة أخرى ولم ترى توتره وبدا غاضبا متوترا من السؤال...كيف يجيب ! ايقل لها أنه لطالما كان يرافق العاھړات ! هل يخبرها الحقيقة ! وهل اذا أخبرها ستبقى أم ستتركه ! ازدرد ريقه بتلعثم وأجاب كاذبا مجرد معرفة وكانت بتخلص بسرعة مش زي ما أنتي فاهمة... نظرت الآن له بدقة لعينيه بالتحديد عيناه بها رجفة محيرة لم تستطع تفسيرها !! اهذا ڠضب من السؤال أم كڈب مستتر ! تابع كي يبعد ظنها ما وصلتش للدرجة اللي جت في عقلك وبعدين أنا في جميع الأحوال مكمل معاكي أنتي.... نظرت له بحيرة وقالت اصلها تفرق كتير العلاقات السطحية شيء وال... انعقد حاجبيها بضيق ولم تجد كلمة مناسبة للتوضيح فتابعت وأنك تغلط شيء تاني تصرفاتك اوحتلي بكده ابتسم بمرح رغم أن التوتر بداخله هائل وقال لأ انا منحرف في كلامي ونظراتي ودي طبيعة فيا وبحاول اكون محترم معاكي على ما الخطوبة ما تخلص...الخطوبة طولت أوي !! ابتسمت وقالت خطوبة ايه اللي طولت احنا لسه مخطوبين من يومين ! لم يستطح انكار الخبث بنظرته وقال بنبرة هامسة مستنيها تخلص بفارغ الصبر.... قالت جميلة بجدية تعالى نشوف بقية الادوار شكلك حبيت الكلام وهتنسى الشغل ... ضيق جاسر عيناه بغيظ وتمتم بخفوت هو احنا هنفضل في قبلين كتير مش هنشوف بعدين بقى ولا ايه !!! الله يمسيكي بالخير يا توتو أنتي وكيرا كتم ضحكته وهو يسير بجانب جميلة فتساءلت بتعجب _ بتضحك على ايه ! اجاب بابتسامة بعدين هقولك اڼفجر ضحكا وهو يرى نظرتها الغاضبة وقال هتمنعيني من التفكير كمان ! مطت شفتيها بضيق فيبدو أنه سيظل يفكر هكذا لوقت طويل !! بأحد الطوابق العلوية تطلعت جميلة جيدا حولها فرأت موضع الشكائر التي رأتها من قبل يبدو واضحا اليوم وكأنها نقلت من وقت قريب...توجهت الى المكان وتركت جاسر يفحص التشطيبات بعناية.... دققت النظر حةلها جيدا لترى دوائر الأتربة التي تركتها الشكائر علامة لموضعها على الأرض...حتى رأت اعقاب كثيرة من السېجار ملقى بأحد الزوايا ومن بينهم سېجارة ذات شكل غريب وكأنها ملفوفة على انامل اليد!! چثت جميلة وأخذتها بنظرة متمعنة...انتبه جاسر لما تنظر اليه بين أصابعها وذهب اليها بتعجب...خطڤ منها السېجارة وقال بضحكة _ شكلك صاحبة مزاج قالت بحدة هنهزر! البتاعة دي شكلها غريب ومش شبه السجاير اللي بتتباع !! اكيد دي بتاعت حد من العمال نظر جاسر حوله بنظرة ماكرة وابتسامة خبيثة على شفتيه وغمغم _ اكيد بيجيبو حريم هنا ما قالوليش قالت جميلة مستفسرة بتقول ايه اجاب جاسر ببساطة وابتسامة دي سېجارة حشېش يا روحي آه وربنا اتسعت عين جميلة ذهول ثم هتفت پعنف _ مش معقول ده يحصل هنا ! انا لازم اكلم رئيس العمال اللي هنا واهزقه الق جاسر السېجارة من يده على الأرض وقال بحدة وانتي مالك ! احنا هنا لينا شغلنا وبس مالناش دعوة بيشربوا ايه !! وبعدين انا هقول لرئيس العمال بطريقتي ما تتكلميش انتي خاااالص ضړبت جميلة الارض بقدميها وقالت بس الموقع ده مسؤول مننا !! اجاب جاسر وبدأ ينفذ صبره من عنادها مسؤولين عن الشغل اما العمال نفسهم مش مسؤولين مننا ده شيء خاص برئيس الشغل اقل اجابة هيقولهالك أنتي ليكي عندي الشغل اللي طلباه وبس اما العمال انا المسؤول عنهم....العصبية مش ذكاء على فكرة قالت بسخرية وأنت هتعمل ايه يا شمشون ! قال جاسر بحدة هعمل اللي هعمله بس خليكي انتي بعيد ومالكيش دعوة بحاجة غير الشغل ولو شوفتك بتتكلمي انتي حرة...خلينا نخلص بقى يوسف مكلمني من ساعتها والمفروض كنت رجعت المكتب بالمكتب حدج الشباب في يوسف بذهول ليقل رعد بابتسامة تدرجت لشفتيه _ عمي هيتجوز ! انت سمعت منه الكلام ده كويس ولا مافهمتش كعادتك !! اكد يوسف الأمر وهو يستند على حافة المكتب بظهره وقال _ متأكد وابصم بالعشرة كمان لو عايزني اتصلك بيه دلوقتي اسمعك هتصل... آسر بتعجب يا ترى ايه اللي يخليه يغير رأيه بعد ما كان رافض يتجوز تماما !