رواية إمبراطورية الرجال بقلم الكاتبة رحاب إبراهيم من ال١٦ الي ال٤٠
بمجرد الحديث معه فكيف بالاقتران به ! وكيف لو تحداها كي يقترب ! ابتسمت بخفة وشعرت برجفة طافت بجسدها حتى ارتفع صوت الهاتف الخلوي...اعتدلت للي والتقطت سماعة الهاتف المثبت على المنضدة الخشبية بجانبها...قالت بصوت به شيء من الكسل الو انتبهت لتنهيدة التي تدل أنه يحاول التحكم بنبرته قبل البدء في الحديث...قال بصوت أجش _ ما اتفقناش هنتقابل فين وامتى !! صمتت وهي تبتلع ريقها بتوتر وارتباك فتابع _ يستحسن نتقابل برا الشركة هكون قدام بيتك الساعة ٦م تساءلت بنبرة متلعثمة وليه مش هينفع في الشركه! ادرك أنها خائڤة منه...متوجسة ومترقبة من افكاره راقه ارتباكها فقال بنبرة اقرب للمكر منها للهدوء _ مټخافيش أوي كده !! أنا لما بخطي خطوة فبخطيها وهي من حقي احنا هنتكلم في شوية تفاصيل بخصوص الفرح تفاجئت للي وقالت پصدمة أنت هتعمل فرح !!! ضيق عيناه بتسلية من خۏفها وأجاب الأمر يرجعلك لو عايزة هيتعمل معنديش مشكلة انا عارف اللي ليا وعارف اللي عليا قال جملته الأخيرة بتحدي وبقوة وبقصد شيء فهمته دون أن يعترف به....قالت وقد حاولت الثبات دون ارتباك _ لما نتقابل هنتكلم في حاجات كتير لأن في حاجات أنت ما تعرفيهاش قال بحدة اتمنى أن تأليفك المرادي يكون مقنع عشان مش هصدقه بسهولة... قالت بإستياء وسخرية كنت عارفة أنك هتقول كده !! ختم المكالمة بجملته الأخيرة نتقابل في مطعم ... هتلاقيني قدام بيتك الساعة ٦م اغلق الخط وحمدت أنه فعل ذلك...التقطت أنفاسها اللاهثة وهي تضع سماعة الهاتف وتتنهد بضيق...يبدو أن مهما قالت لن يصدق !! استعد الفتيات كعادتهن بصباح كل يوم باستثناء رضوى....قالت حميدة متساءلة _ الا الواد مصيلحي مابقتش أشوفه خالص راح فين ! مطت جميلة شفتيها بضيق وقالت افتكريلنا حاجة عدلة !! ضحكت سما بصوت عال وقالت _ سمعت أنه سافر يشتغل في مطروح قال يعني سابلها الحارة كلها وكده قالت حميدة وهي تغلق حقيبتها وتنهض كده احسن وجوده هيجر مشاكل وهو لسانه طويل مش بيسكت قالت رضوى بوجه يبدو مرهق للغاية _ انا حاسة اني تعبانة ومش قادرة أقف مش عارفة هروح الشغل أزاي! توجهت حميدة إليها وحسست على وجنتها وجبينها ثم قالت _ جسمك مش سخن ! يمكن شوية صداع بس جلست رضوى وقالت هغيب النهاردة أنا مصدعة أوي وراسي تقيلة قالت سما بقلق هجيبلك برشام الصداع اللي باخده من التلاجة غيبي النهاردة يا رضوى مش مهم شغل ذهبت سما لتحضره فقالت جميلة هتصل بيكي اطمن عليكي كل شوية ربتت حميدة على كتف رضوى قائلة ما تعمليش حاجة لحد ما نيجي هبعتلك سقراط يجيبلك أكل جاهز اتت سما ووضعت الأقراص بجانب رضوى وقالت _ خلي بالك من نفسك لحد ما نرجع يابت يا رضوى اومأت رضوى بالإيجاب حتى خرج الفتيات من غرفة السطوح .... تمددت رضوى على الفراش وغطت في نوم عميق من الارهاق والمړض... بالمكتب دلف الفتيات للمكتب لتجد حميدة أن يوسف أخذ مقعدها وانهمك في تسجيل بعض البيانات على الحاسوب فتوجهت له بابتسامة بينما ذهب الفتاتان الآخران لمكاتبهن.... قالت حميدة بمشاكسة ده شغلي على فكرة !! نظر لها يوسف بابتسامة واسعة وقال أنا تقريبا خلصت قلت اريحك شوية واريح عنيكي من الكتابة على اللاب... تطلعت به بمحبة ثم سحبت عيناها بخجل حتى نظر اليها قائلا بضحكة _ اوعي تكوني فطرتي هزعل منك هنفطر مع بعض اجابت لتغيظه فطرت انكمش حاجبيه بتذمر وقال بتصميم مش مهم هتفطري تاني معايا ده انا خلصت الشغل مخصوص بدري عشان اخطڤ وقت اتكلم معاكي يا عمري شوية... قالت حميدة بابتسامة رغم أن نبرتها محذرة انا قلتلك خلي كل الكلام لبعد كده ولا أنت مش عايز تسمعني ! نظر اليها بنظرة سريعة ماكرة وقال لا طبعا عايز اسمعك أوي ماشي هصبر بس ده مش معناه انك مش هتفطري معايا ده أنا بستناكي مخصوص عشان تفتحي نفسي... قالت بمرح لو على الفطار سهلة قال يوسف بابتسامة خبيثة نخلي كل الكلام لوقته ماشي .. كادت جميلة أن ټنفجر ضحكا وهي ترى جاسر يضع رأسه بين يديه على المكتب ويغط في سبات عميق...قالت وهي تخبط على كتفه بخفة _جاسر !! اكثر ما اضحكها تلك الابتسامة البلهاء على محياه وكأنه يرى حلما يروقه...فتح جاسر عيناه ببطء وكسل عندما انتبه لهتافها ثم فرد ذراعيه بتثاؤب وقال مبتسما بتصحيني ليه بس !! قالت بابتسامة ساخرة صح النوم أنت في الشغل يا استاذ مش جاي تنام !! تنهد جاسر بابتسامة شاردة كسولة وقال بمكر وهو يتطلع بها _ كنتي سيبيني اكمل الحلم ده يا مزعجة أما حتت حلم جلست جميلة واجابت معلش فوق كده عشان نبدأ شغل نهض جاسر وهو يرمقها بنظرات ماكرة توجه اليها ووقف أمامها للحظات صامتا حتى