رواية إمبراطورية الرجال بقلم الكاتبة رحاب إبراهيم من ال١٦ الي ال٤٠
غريب عني جلست رضوى على الفراش مرة أخرى وتاهت بالفكر شاردة....لم تترك قلبها دون أن تتأكد انه يريدها بصدق ترتعب كلما تخيلت انها ممكن أن تكن مجرد نزوة يمر بها وتذكرت صديقة قديمة لها مرت بذات التجربة فقالت _ لأ مش هسيب نفسي واحبه مش عايزة ابقى زي منال صحبتي كده احسن خليني بعيد احسنلي اتت الساعة السادسة مساء.... وقفت للي أمام المرآة تنظر لمظهرها جيدا....عقارب الساعة تبدو بطيئة في حركتها !! نظرت لعينيها الكحيلة بعناية ولمظهرها التي أخذت كثيرا من الوقت حتى استقرت على ذلك الرداء الانثوي....فستان طويل محتشما من اللون الفيروزي...يشبه ذلك الرداء الذي ارتدته بسهرة باريسية معه ذات يوم...وحذاء بكعب عالي ولكنها يبدو مهما ارتدت من علو فلن تصل حتى لكتفيه !! التفتت أمام المرآة لتنظر لنفسها من جميع الجهات...قالت بقلق _ فاضل دقايق وتيجي الساعة ٦ متوترة أوي كده ليه ! مرت الدقائق وهي ترتب ما ستضعه بحقيبتها الصغيرة المطرزة برقة...الرداء عليها يجعلها تشبه عروس البحر...لو كانت تدري مدى انوثتها ما كانت سترتدي مثل هذا الرداء المحتشم المغري بذات الوقت... انتبهت لرنين هاتفها فادركت أنه هو ركضت للهاتف وتلعثمت عندما رأت رقمه..اجابت بخجل الو قال وجيه بثبات انا قدام بيتك...مستنيكي قالت بتوتر دقايق وهكون قدامك انتهى الاتصال وهي تلتقط أنفاسها...لم تتعجب في معرفته لعنوان منزلها فقد اخبرها سابقا انه علم عنها كل شيء... وقف سقراط بالتوكتوك بالقرب من بنايتها وقال بتعجب _ يا ترى للي مجاتش النهاردة المحل ليه لازم اطمن عليها ده واجب برضو...كويس أنها قالت قدامي العنوان وهي بتتكلم مع البت اختي... استعد سقراط للخروج من التوكتوك حتى وجدها تخرج بطلتها الرائعة من المبنى السكني وتتوجه إلى أحد السيارات... كاد أن يذهب اليها حتى ظهر رجل ضخم الهيئة يقف خارج السيارة المتوجهة هي اليها...قال سقراط بغيظ _ اكيد هو ده اللي ما يتسمى هموته ضړب هشرب من صفايح دمه وافضيهالك هملاها جاز واۏلع في اهله دخل التوكتوك مرة أخرى وراقب من بعيد.... تأخرت لدقائق فخرج من سيارته ولكنه توقف فجأة عندما رأها طلتها فاتنة كعادتها ولكنها تبدو الآن اكثر فتنة هذا الرداء كان سيبدو متواضعا لو كان لإمرأة أخرى ولكن معها الأمر مختلف...حتى بابسط الأشياء فتنتها وانوثتها تتحدث صاړخة...ما كان عليه أن يقابل تلك الفاتنة التي تسحق ثباته كرجل... حاول أن يتجاهل اقترابها اليه بابتسامتها الواضحة بعينيها... مابها تبتسم وكأنها ستذهب معه لسهرة غرامية وليس اتفاق على صفقة زواج !! اتأمل اكثر من ذلك الم يكن هو يتمنى أكثر من ذلك !! تنهد بضيق من نفسه ومن قلبه ومشاعره التواقة إليها بشوق مچنون...بدفء حنون...على رأسها ثم .... هتف پغضب لنفسه سرا...ما هذا الذي سرح به!! وقفت أمامه تنظر له بتعجب من شروده تحكم بنفسه قليلا وقال اتأخرتي دقايق...يلا بينا جلست بجانبه وهي تخفي ابتسامتها لم يغفل عنها نظرته المعجبة ذات الابتسامة بعينيه ذات الحنان وذات الدفء فيه تمنت أن يكن ظنها بمحله وأن يكن صادقا.... بأحد المطاعم الكبرى....قد تم حجز طاولة بأحد الزوايا الخاصة لشخصين...أشار النادل إلى الطاولة بتهذيب وابتسامة رسمية فتوجه وجيه ومعه للي اليها....قالت مستفسرة عن سر هذا الترحيب الخاص به بالمكان فقال _ انا جيت هنا كتير كلهم عارفني تقريبا ظهر عبوس على ملامحها وضاقت من جملته فلاحظ ذلك بتسلية قالت بتردد وشيء قوي يريد معرفة من كانت معه بالطائرة _ اكيد مع البنت اللي شوفتها معاك في الطيارة جميلة فعلا حاجة غريبة أنك ما ارتبطش بيها كان باين انكم منسجمين على الآخر... ابتسم ابتسامة ماكرة وراقه عصبيتها الواضحة فقال دي اخت صديق ليا رجعت مصر لأن الدكتور بتاعها كان هنا واتفقت معاه تعمل العملية هنا في مصر بالنسبة لموضوع منسجمين فهي بالنسبالي اختي الصغيرة لو كنتي مضايقة!! قالت وقد ارتاحت واطمأنت لمعرفتها الحقيقة لا ابدا وهضايق ليه ! تابع بنظرة عميقة ماكرة طريقتك اللي قالت كده انصحك ما تفكريش بالطريقة دي لأنك هتقابلي كتير مش معقول هتتعاملي بالعصبية دي مع كل واحدة تقرب مني أو اكون عارفها !! رمقته بانفعال وقالت _ يعني ايه تقرب منك أو تكون عارفها ! انت ناسي أني هبقى مراتك والمفروض تحترمني ! ولا من ضمن خطة اڼتقامك أنت تهنيني قدام الناس ! ضيق عيناه پغضب وقال انا عمري ما هينت واحدة ولا هسمح لنفسي أني اعمل كده وبالذات لو كانت مراتي خطة اڼتقامي منك ليها حسابات تانية ما تقلقيش قال ذلك ببعض الخبث بنظرته فنظرت بجهة أخرى متجنبة تطلعه بها والتسلية بعيناه...انتبهت فجأة لصوت تعرفه _ أنت بتزعقلها كده ليه يا طويل أنت ! استدارت للي پصدمة لسقراط بينما ضيق وجيه عينيه بدهشة واستهزاء لذلك الصبي الذي ينظر له بحدة قال متسائلا