رواية إمبراطورية الرجال بقلم الكاتبة رحاب إبراهيم من ال١٦ الي ال٤٠
وقفت أمامه وتجنبت نظرته لها فقالت بجدية _ نكمل الشغل اللي فاضل من النهاردة بكرة أن شاء الله... قال وقد فاض العشق بقلبه محتاج أقولك بحبك...محتاج أقولهالك بطريقتي...هو لازم استنى لحد الفرح عشان اتكلم وأقول كل اللي عايزه ابتسمت بخجل شديد جعل وجنتيها كحبات الكرز...قالت وعينيها تتهرب من نظرته العميقة بعينيها _ مين قالك يا يوسف أني مش عايزة اسمع ! أنت ما تعرفش أنت بالنسبالي إيه...كل الحكاية أني مؤمنة أن كل شيء بآوان كل كلمة لازم تتقال في وقتها الصح عشان نحس بحلاوتها عشان الكلمة الحلوة ما تتعكرش بالخۏف...الخۏف من اللي جاي...ومن الظروف اقترب يوسف خطوة بسيطة إليها...خطوة كي يخصها بالحديث فقط...قال بهمس رقيق عندك حق كلمة بحبك لازم بعدها اخدك في ..وطبعا ده مستحيل دلوقتي... رمقته بنظرة تحذيرية فقال وقد اتسعت ابتسامته _ خلاص بقى هنلتزم بالقوانين ما تزعليش مني هزت رأسها بابتسامة خجولة وقالت مش بعرف أزعل منك أصلا ضيق عيناه بمكر وابتسامة متراقصة على شفتيه حتى خرجت جميلة من مكتبها وخرج جاسر خلفها ويبدو على نظراته الغيظ....أشار لجميلة وقال _ خدي المفاتيح دي خليها معاكي عشان لو جيتي قبلي المكتب أخذت جميلة المفاتيح منه وقالت باستفسار مفاتيح إيه دي ! قال جاسر بسخرية مفاتيح قلبي ودقاته نظر يوسف لجميدة وكتموا ضحكاتهم حتى قالت جميلة بنظرة ساخرة هعمل بيهم ايه ! اسلقلهم بضتين ! نظر جاسر ليوسف الذي على وشك الانفجار من الضحك وقال بغيظ _ جاري تحميل الضحكة....خدي المفاتيح دي عشان ورايا حاجة مهمة لازم اعملها وهتأخرني بكرة على ما أجي.. قالت جميلة بحدة وعصبية وراك إيه أن شاء الله ! صمت جاسر وهو ينظر لهم بإستياء فكررت جميلة سؤالها بعصبية وأجاب جاسر بثقة وهو يضع يديه بجيوب بنطاله _ ورايا غسيل...لازم افسر يعني ! ضحكت جميلة رغما عنها وشاركها يوسف وحميدة في ذلك فقال جاسر بغيظ وعصبية من ضحكاتها وسخريتها ولا يهمني... أشار يوسف لحميدة بنظرة فهمتها فخرجت من المكتب وانتظرت أمام المصعد فخلفها يوسف للخارج....قال جاسر بنظرة ماكرة وابتسامة _ بقولك ايه ما تيجي تساعديني ده أنا يتيم وماليش حد....أن شاء الله اصعب عليكي... رفعت حاجبيها بسخرية وقالت يا شيخ ! هز رأسه مؤكد وتابع ايوة...عنيا رغرغت بالدموع وانا بكلمك مخدتيش بالك تابعت بذات السخرية آه خدت طبعا...الدمعة كانت هتفر يا عيني قال بتأثر مصطنع عارفة ولاد عمامي دول...أنا اللي شايل مسؤوليتهم زي ولادي...طول عمري شايل المسؤولية لوحدي... كتمت جميلة ضحكتها وهي ترى آسر يقف مدهوشا بما يسمعه وقد خرج من مكتبه منذ ثواني...قال آسر ذهول _ يخربيتك ده أنا صدقتك !! استدار جاسر بنظرة تحذير لآسر من التفوه بشيء عن ماضيه...قال آسر بغيظ مسؤولية ايه ! هو غسيل الهدوم بقى مسؤولية ! طب ما أنا بنضف الشقة خرجت سما من المكتب بنظرات حادة لآسر ويبدو أنه اغضبها في شيء مرت من أمامهم للخارج وتبعتها جميلة.... تساءل جاسر بشك شكلها عكيت في كلامك كالعادة ! انسحبت نظرة آسر لباب الخروج ورمقها وهي تتجاهله بنظرة بعيدة عنه وأجاب بضيق ماتديش الموضوع اكبر من حجمه دي مجرد سكرتيرة والشغل مافيهوش طبطبة... اجاب جاسر بتعجب هو حد قالك طبطب ! بس كمان ماتبقاش قليل الذوق في تصرفاتك وبعدين انا اصلا بتكلم على أنها سكرتيرة ولا أنت ليك رأي تاني ! رمقها جاسر بمكر وبعض الشك فتلعثم آسر قائلا _ لا رأي تاني ولا تالت...ماتتكلمش في الموضوع ده تاني قال جاسر بعتاب وفهم تجنبه لهذا الأمر على فكرة المفروض تعتذر لحميدة المفروض انها بقت خطيبة يوسف وهتبقى مراته قريب اكيد يوسف مش هيقولك كده مباشرة بس أنا متأكد أنه زعلان.. اومأ آسر رأسه بموافقة فقال هعتذرلها رغم أنها برضو نرفزتني بس هعتذرلها عشان خاطر يوسف أنا مش بحب أشوفه زعلان مني...ولا بحب أشوفه زعلان أصلا... ابتسم جاسر بصدق وقال يوسف تحسه اخوك وصاحبك وابنك في نفس الوقت... قال آسر بتردد وساعات بحسه أبويا كمان امتقع وجه جاسر وتبدل للضيق والألم...يبدو أن هذا الأمر الذي لم يستطع تجاوزه للآن...قال آسر معتذرا _ أنا أسف يا جاسر...بس لازم____ هتف جاسر پغضب أنا مابحبش اتكلم في الموضوع ده وكلكم عارفين... صمت آسر معنفا نفسه حتى عاد يوسف ناظرا لهما بشك وتساءل مالكوا عاملين كده ! لم يجيب احدا بل ابتعد جاسر ودلف لمكتبه صافقا الباب خلفه بقوة وزاد وجه آسر ضيق....قال يوسف بقلق ايه اللي عصب جاسر كده ! أجاب آسر بإستياء الموضوع إياه طبعا مكنش قصدي بس الكلام جاب بعضه وجت سيرة عمي الله يرحمه...كان لازم أخد بالي واكون حذر اكار من كده... ظل يوسف صامتا لبرهة ثم قال بثبات لأ....انت مش غلط الموضوع ده لازم