رواية رائعة بقلم الكاتبة سلوى عليبة
انت في الصفحة 1 من 12 صفحات
الفصل الأول
نصف جميلة.
سلوى عليبة
وكنت أنت لى قدرا وكنت أنا لك النصيب. وكنت أنت لى عشقا وكنت أنا لك الحبيب وكنت أنت لى داء وكنت أنا لك الطبيب. وكنت أنت لى كالماء وكنت أنا لك اللهيب . فلا تكن قدرا موجعاولا عشقا خادعاولا دواء لاذعاوكن ماءا رقراقا عذبا يطفئ لهيب عشقى فأنا بعشقك لازلت طامعا.
خواطر
سلوى عليبه
الفصل الأول ..
لم يكن لى يد بما يحدث لي .فلقد كان قدرا راضية به أنا ولكني أبدا لم أسلم من نظرات الجميع وكأن مايحدث لى بملئ إرادتي. إعتزلت العالم حتى يتناسوا وجودي. وهيهات إن حدث هذا .فالجميع لا يسأل الا علي أنا وكأن محبتهم قد زادت ولكنها لم تكن أبدا محبة بل كانت شفقة أو كما يقولون شماته .
أنا جميلة ليست صفة ولكن إسمى هو جميلة وقد كنت كذلك جميلة الوجه والخلق . الجميع كان يضرب بى المثل فى كل شئ وفوق ذلك متفوقة بدراستى .أى كنت كما يقولون الفتاة المثالية . حتى أن بعض أقاربي كانوا ېخافون من وجودي فى التجمعات حيث أنى سأخطف الأنظار ولن يهتموا بأى فتاة أخرى. ولأن كل ذي نعمة محسود وكنت أنا والحمد لله فى نعمة فأصبح الآن وقت الإبتلاء
أصبت بمرض البهاق والحمد لله ولحكمة يعلمها الله أتى فى نصف وجهى والنصف الآخر كما هو وكأن ظل ليذكرنى كيف كان شكل وجهي قبل هذا المړض . ومنذ تلك اللحظة ورغم رضائى بقضائى ومن أنا لأعارض إبتلاء جاء ليطهرني .ولكن كان للجميع رأى آخر .منهم من أبتعد عني حتى اصدقائى ومنهم من ينظر لي وهو مشفق علي دون أى مراعاة لمشاعر قد يحطمها تأملهم المستفز لي . حتى أن هناك من نصحنى بإرتداء النقاب .ورغم عدم معارضتى للفكرة لو كانت الظروف مختلفة الا أنى رفضته رفضا تاما تلك المرة .فأنا لن أرتديه لكى أخفى وجهى لما به من مرض .فارتدائي له من وجهة نظري بوقت كهذا هو إعتراض على قدري وأنا لست معترضة بل حامدة لله على فضله . فرغم صعوبته إلا أنه أظهر جميع من حولي حيث لم يتبق غير من أحبني بصدق وتعامل معي لجمال خلقي وليس جمال خلقتي.
أغلقت مذكراتي لأرد على صديقتي المقربة أو الوحيدة التى ظلت بجواري بعد ما حدث معي تقوى كالعادة فأنا أعلم ماتريده فهى تريد أن نخرج معا . تعمل دائما على إخراجي مما أنا فيه .وصدقا أنا لا أرفض فأنا لا أحب الإعتزال او عدم المواجهة.
نععععم يا بنتى فيه إيه هكذا
أجبت عليها بعد خروجى من غرفتى .
إبتسمت فى وجهي وهى تقول ياختى على العيون القمر دى . ما تسلفيهوملى لفة وحياة أبوكى ياشيخة.
ضحكت بشدة عليها وأنا اقول يابنتى دى الحاجة اللى فاضلة فى وشى مظبوطة عايزه كمان تاخديهم .
وكعادة كل مرة عندما نخرج . نجد من السخرية والضحك أحيانا والقليل من النظرة التى تشعرك بالحب .
جلسنا بمقهى على النيل عندما أتى الينا النادل فهو يعرفنا منذ أيام الجامعة . أحضر ماطلبناه عندما سألتنى تقى فجأة جميلة إيه رايك لوتشتغلى
نظرت إليها بسخرية لا والله .وده إزاى حضرتك .انت عارفه انى من اوائل دفعتى وواحده كورسات ورغم كده محدش راضى يشغلنى .
نظرت إليها بتردد وأجبتها بخفوت طب ازاى هيقبلوا بي وأنا كده .
ربتت على يدى وهى تبتسم بثقة تعرفى بقه انك وانت كده هتتقبلي بسرعة .لأنك انت نفسك هتكوني علاج لما حد يشوف صبرك ورضاكي باللى انت فيه وانك متقبلاه ساعتها انت نفسك هتكوني علاج ليهم ولحالاتهم