الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية رائعة بقلم الكاتبة سلوى عليبة

انت في الصفحة 8 من 12 صفحات

موقع أيام نيوز

كل وقت بس إحساسى باليتم كان أقوى منى كنت بشوف طنط لبنى وهى بتعامل حمزه وحلا بحنيه كان نفسى أبقى زيهم .اه منكرش أنها كانت حنينه معايا بس طبعا مع ولادها غير. 
صمت قليلا وانا احترمت ذلك. حتى أكمل وقال كانت نظرات الشفقة من الكل حتى المدرسين بتوعى بټقتلنى. کرهت يتمى وکرهت الحب نفسه. 
سألته دون تردد إزاى کرهت الحب وهو الحب ماله 
أحابنى بحزن شديد لأن الحب هو اللى خلى ماما تصمم أنها تخلفنى رغم تعبها عشان بتحب بابا وبرضه الحب ده هو اللى خلى بابا ميقدرش يعيش بعد ماما ويتوفى بعدها بكام شهر من حزنه عليها. 
رأيته وهو يمسح دمعة منزلقة من عيناه وكأنه لايريدنى أن أراها .
زفر بشدة وقال مفكرش حتى أنه هيسيبنى لمين 
طب لو كان عمى وحش كان حصل إيه عرفتى ليه کرهت الحب. 
أجبته بهدوء أولا دى أعمارهم يعنى حتى لو باباك كان بيكره مامتك فبرضه كان ھيموت فى نفس الوقت لأن ده عمره. هو بس تعددت الأسباب والمۏت واحد .
إبتسم بسخرية وقال مانت لازم تقولى كده .
أجبته بإبتسامة وثقة لا طبعا . بس فعلا الحب ملهوش ذنب فى مۏت باباك ومامتك. بالعكس د خلى ليهم ذكرى اللى هى انت . تخيل كده لو حب مامتك وباباك مانتصرش ومكنوش اتجوزا ساعتها كان حصل ايه
كنت انت مجتش الدنيا ولا خلدت ذكراهم ولا عمك كان واخدك عوض لأخوه اللى فقده فى عز شبابه ولا كان أهل مامتك شافوا فيك بنتهم اللى اټوفت . أكملت بثقة بعد أن وجدت صدى كلماتي على وجهه باختصار انت كنت انتصار للحب ده والثمرة اللى كبرت قدام الكل وراعوها كلهم بحبهم واهتمامهم . 
إعتدل بجلسته وقال انت ليه بتهونى كل حاجه كده وبتبسطيها . ولا ده من صميم شغلك ولا دى شخصيتك ولا إيه 
أجبته بإبتسامة أولا دى شخصيتى قبل مايكون شغلى . أنا كده بحب كل حاجه بسيطه وأحب أشوف الحاجة الحلوة وسط الشئ الۏحش. ويمكن ده اللى ساعدنى فى شغلى وخلانى أنجح فيه فى فترة قصيرة . 
أجابنى بسخرية يمكن لأن حياتك حلوة وماشيه بطبيعيه . ومحصلش معاكى حاجه تخليكي تفكرى بطريقة مختلفه. 
أجبته تلك المرة بتهكم تفتكر . نهضت مرة واحدة ثم قلت له
كفاية النهاردة كده .نكمل بكره أن شاء الله .أنا اصلا اتأخرت. 
رجعت إلى منزلى وأنا أفكر لماذا شعرت بالڠضب من كلماته. فهو بالفعل لايرانى فكيف سيعرف ما بوجهي . فأنا أرى نظرات الجميع بالمشفى ولكنهم وللحقيقة يتعاملون معى بطبيعة.
دخلت أمى علي وأنا جالسة على اختي أفكر. سألتنى بحنان ماذا بي
قصصت عليها كل ماحدث معي منذ بداية رؤياي حتى الآن . حتى شعورى نحوه .وجدتها تنظر إلي وتقول حبتيه 
نظرت إليها بسخرية وقلت ولو حصل ياماما تفتكرى يعنى هستغل أنه مبيشوفش وأخليه مثلا يحبنى .ثم إنه اصلا بيكره الحب . 
أجابتنى بحنان أنا كل اللى يهمنى هى انت ومش حاباكى تتوجعى وعشان كده بقولك لو هتتعلقى بيه أكتر يبقى تبعدى ومتكمليش معاه علاج. 
نظرت إليه باستغراب وانا أقول بس ده مااستجابش مع حد غيرى. زفرت بقوة ثم أكملت متقلقيش ياماما أنا هعرف أتحكم فى نفسى كويس
وكمان أنا عارفه حدودى لغاية فين. خرجت والدتى من غرفتى واتصلت على تقى وتحدثت معها كالعادة حتى سألتنى ماذا بي
وكالعادة أجبتها بما فى داخلى .ولكن كان الصمت حليفها ولم تقل لى غير جملة واحدة خلى بالك من نفسك ومحدش عارف العوض فين يا جميلة.
ذهبت إلى عملى فى اليوم التالى وأمضيته بنفس الروتين حتى جاءت موعد جلستى معه . فذهبت إليه ولكنى لم أجده . فسألت عليه إحدى الممرضات فأخبرتنى أنه بالحديقة . ذهبت إليه فوجدته يجلس بالحديقة وهو يستمع لموسيقى هادئة وهو مغمض العينين .ولكن الغريب أننى حينما اقتربت منه ٱعتدل بجلسته وقال عرفتى مكانى من الممرضة ولا ايه 
ابتسمت بخفة وقلت أيوه . هاه .هنكمل هنا ولا تدخل أوضتك . 
أجابنى بهدوء هتتضايقى لو قلتلك نكمل هنا.
جلست بمقعد بجواره وأنا أقول لا طبعا .أنا كمان بحب الطبيعة . 
أجابنى يتهكم بس يابختك انت شايفاها لكن أنا بسمعها واسمع صوتها بس. 
أجبته بهدوء صدقنى الإنسان ساعات بيقفل عينيه

انت في الصفحة 8 من 12 صفحات