رواية جديدة بقلم الكاتبة نرمين عادل
انت في الصفحة 1 من 8 صفحات
قلوب تتمنى العشق
بقلم نرمين عادل همام
مقدمة
لن أحن لتلك الأيام التي اكتست بالخذلان لا أريد رؤياك ولا لقياك ولا ذكراك.
أتذكر كم تمنيت وجودك داخلي ودعيت ربي!.
نعم دعيت ربي ولم أخجل لأن ربي أعلم بتعلق قلبي بك وحقق لي طلبي وكان رغما عنك.
لقد تركت هذه الندبة كعلامة تذكرني أن حتى يد المحب لن تكون على الدوام حنونة.
كل ما بي أصبح مقتول ورغم ذلك أبتسم أبتسم أبتسامة من يتوارى خلف الكبرياء.
هنا في هذا الوادي الأمن في المنزل الذي احتضن طفولتي أخلع عن ضلوعي كل خوف وأزيل عن أكتافي عبء خلفته الأيام ألقي بنفسي في هذا البراح أغفو آمنة مطمئنة متدثرة برداء من الدفء الذي عوضني عن ذراعيك حينما كانتا يصدان عني رياح الخۏف وعورة الأحتياج وضربات سوط الزمن.
هل تتذكر قصة المارد الذي خرج من الزجاجة بعد ألف عام هذا أنا ادخرت لك حب ألف عام لم أوجد فيهم إن الحب في كل رواياتي التي قرأتها وكنت أنت بطل الرواية.
أعرف أنني كنت صغيرة وأني لم أكن أعرفك حينها لكنه قلبي الذي نذرته لحبيبي
عندما اعتقدت أنه سوف يكون للزوج.
لكن ما حدث لي شيء مخالف لم تمنيت لكنه حدث في أمر واحد هو اعطائي كنزى الكبير من الحب لشخصك أنت من أحببته سنوات طويلة في صمت من بعيد حتى من قبل ۏفاة زوجي الأول كنت اتلوى حين اشاهدك من بعيد وانت لا تعلم عني شيئا.
الفصل الاول
خطت إلى داخل المنزل
لا تعلم لماذا تذكرت والدها وهو يجلس ينظف تلك الانتيكات التي جمعها لكن استمعت إلى صوت يأتي من غرفة الصالون تلك الغرفة المغلقة التي لا تفتح إلا للضيوف فقط!.
اقتربت منها بخطوات متردده تستمع إلى آيات القرآن وهي ترتل بصوت جميل وخاشع تذكرها منذ أن كانت صغيرة أنه صوت الشيخ طاهر ذلك الشيخ الورع الذي كان يأتي عندما كانت صغيره يعلمهم القرآن الكريم ويتحدث دائما مع والدها.
لكنها عندما فتحت الباب وجدته غفران تجلس! هي من كانت تقرأ القرآن لكن الغريب كيف أنها استمعت إلى صوت الشيخ طاهر!!.
لم تكن غفران ممسكة بالمصحف بل كانت تجلس وهي مبتسمة ابتسامة جميلة ترتدي نفس الفستان الذي نادرا ما تقوم على تغييره ذلك الفستان ذو اللون الأصفر الفاتح و المليء بالورود الصفراء الكبيرة ذو الحزام الذي صنعته والدتها من الستان الأصفر لا تعلم لم اختارت أختها ذلك اللون لكنه يليق مع لون شعرها البني.
_ تعالي اقعدي جنبي يا رحمه ما تخافيش على إبنك هو والبنات فوق مع ماما عند خالتي احكي لي مالك فيك إيه!.
اقتربت منها رحمه وجلست بالقرب منها
_مش عايزاك تخافي طول ما أنا معاكي ولازم تعرفي إنك غاليه جدا مش أي حد يستحقك حد طماع أو حد عاوز جسمك إللي عايزك لازم يشوفك بقلبه قبل عينيه ما فيش خير في حد.
المظاهر بتخدع إللي يحبك لازم يعرف حزنك لازم يطبطب على چرحك وما تضايقيش لو قالوا عنك ما اتجوزتيش تاني أو فشلتي ما تعرفيش رزقك فين ما تعرفيش إللي عايشين دلوقتي من قرايبنا و يهاجموك بكلامهم عايشين في أمان وسعادة ولا لأ
ايوه عارفه بنات عماتي مش كده كانوا زمان بيقولوا القطر فاتها كبرت واتدلعت ودي ما يعجبهاش العجب ولا الصيام في رجب وإللي تقول أنت حاطه ريشة طاووس على راسك متكبره عنيده ومغروره.
يا غفران فكرتيني بيهم كانوا بيلوثوا ودني وقلبي بكلامهم إللي كان سوداوي جدا زي سواد نواياهم وقلوبهم وكأن الصفة دي متأصلة فيهم وكأنها موروثة جينيا.
لا تعلم لماذا صمتت بعدها وقامت ودخلت إلى غرفتها وبدلت ملابسها كانت تحتاج إلى النوم.
لكنها كانت تنظر إلى سقف غرفتها وانتهت في الماضي.
وكأنها سقطت في هوة زمنية جعلتها تشعر بالدوار ولم تشعر بنفسها إلا والماضي يعود أمام عينيها
تقف رحمه في الصباح تنظر إلى ذلك الدكان الكبير الذي يبيع الانتيكات وايضا كما سمعت من والدها يبيع بعض القطع الأثرية المصرح بها ولا تعلم إن كان ذلك صحيحا أم لا.
لكنها كانت مسلوبة الإرادة شغفت حبا بإياد.
نعم اسمه إياد تمنت أن ينظر إلى الأعلى أن يشعر أن هناك من تنظر إليه دائما تنتظر وقت أن يأتي لا سيما بعد أن ماټ والده واستلم هو اداره ذلك المحل لم يكن ملفت للنظر أو طويل القامة أو عريض المنكبين كان إنسانا عاديا لكنها استمعت عن شهامة.
ومع أن السنوات قد فرقت بينهما بل
فرقت ما بين قلبها وبينه دون أن يشعر هو وتزوجت من شخص آخر عاشت معه سنوات طويلة جسد بلا روح.
يا ماما ارحميني بقى قلت لك مليون مرة عايزه أطلق لما باجي لكم هنا برتاح مش عايزه اروح عنده اقنعي بابا يقول له يجي يعيش معانا هنا في البيت كبير وهو كده كده بخيل!
انتوا اللي بتصرفوا عليا وأنا متجوزاه يبقى يجي يقعد معانا هنا.
يا بنتي وجوزك هيرضى!
هيرضى يا ماما ما تخافيش أنا كمان تعبت مش بنام أنا لسه والده البنت وتعبانه مش عارفه لاحق ما بين اختها اللي عندها سنتين وما بينها ولازم أنت تبقي قاعده معايا وانت مش بتحبي تروحي تقعدي عند حد يبقى الحل الوحيد اجي أنا وهما نقعد هنا
لو مش عاجبة خليه في بيته لكن انا وبناتي هنيجي نقعد معاكي هنا على طول ومش هنمشي
_طيب يا بنتي إللي يريحك
وكمان يا ماما هنا اريح لي فعلا غفران هتاخد بالها من البنات معايا.
نظرت إليها والدتها مطولا لكنها صمتت ثم قالت بعد دقيقه
_ ايوه طبعا يا بنتي إللي تشوفيه كله صح يا حبيبتي إللي متوهني يا بنتي ان انت عشان تتجوزيه تعبت وتعذبت من إللي عملته فينا عمتك وابنها بعد ده كله ايه اللي حصل بعد ما اتجوزت!
والله يا ماما ما عارفه هو بيقول أنه مربوط أو حد عامل له حاجه مش عارفه إزاي واحد كان عايش في فرنسا سنين طويلة يفكر في كده
وايه اللي خلاه يجي يعيش في مصر بعد ما قال إن إحنا هنعيش هناك لا أنا قادره انسى اللي حصل فيا ولا هو قادر يتغير ده غير اللي بيعمله.
_ما انت يا بنتي ما تقوليش هو بيعمل ايه!
في حاجات ما تنفعش تتقال يا ماما وقلت لك الكلام ده كثير الوحيده اللي بقدر اقول لها هي غفران بس.
انت عارفه أنك امي اه لكن أنا حاسه فعلا إن اختي الكبيرة هي امي ..ما بتعرفي يا ماما حبها عامل ازاي في قلبي وربنا يبارك لي فيها ويديها الصحه وطوله العمر
لكن رحمه لمحت في اعين والدتها دموع كثيرة.. لماذا تبكي!
جعلتها تفكر هي لم تفعل شيئا خاطئ أرادت الاستراحه من ذلك الزواج الذي هو والعدم واحد.
ندمت كثيرا حينما فكرت أن في الزواج خلاصها من اشياء كثيره أحلام مزعجة نفسية مكتئبة وحده بشعه لكنها أدركت أن من تزوجته وضع فوق اكتافها أحمالا لا تستطيع أن تحملها بمفردها أحمال نفسيه و أحمالا اجتماعيه لم تستطع أن تفهمه وهو لم يستطع أن يفهمها هي حالمه ورقيقه أما هو كان شعلة من ڼار.
تذكرت والدتها في تلك اللحظة ما حدث منذ سنوات ليست كثيرة تلك المحڼة الكبيرة التي وضعت بها بسبب محسن ابن عمتها و بسبب عمتها تلك العقربة التي تطمع في مال ابيها وكيف لا وابيها لديه ابنتان فقط اما عمتها فلديها البنين والبنات وتريد أن تأخذ من مال ابيها تعطي أبنائها.
تشعر دائما أن هناك شيء مفقود! حتى عندما تتذكر ما مضى..
اين غفران! لماذا تتذكر فقط حنين ابنة خالتها لكنها لا تجد أختها بجانبها كيف وها هي متواجده تحكي لها ما مضى!!.
أما النيش فكان منطقه ملغمة لا يستطيع أحد أن يفتح أبوابه إلا بتصريح كتابي من رقيه والدتها!.
_صباح الخير يا بنات اصحوا بقى الساعه قربت على عشرة ما ينفعش كده!
ردت عليها رحمه وهي تتثائب
صباح الخير يا أجمل روكا في الدنيا ماما انت نسيتي إن أنا في الاجازه ولا إيه إنت عارفة إن السهره كانت صباحي وتحايلت على حنين تبات معايا النهارده قصدي الليله اللي فاتت.
أكملت حنين ابنه خالتها الكبرى
_ ايوه يا خالتي والنبي طفي النور واخرجي من الأوضه وأنت فاكره بنتك نايمه ماسكه التليفون و خوتاني بيه طول الليل أغاني لغاية ما صدعت أكمل نومي بس علشان أنا دلوقتي لو طلعت فوق لأمي هتبعتني السوبر ماركت أجيب لها الطلبات.
تضحك رقيه وهي فرحه أخيرا تحاول ان تخرج رحمه من تلك الحالة النفسية التي أصبحت عليها منذ عدة سنوات منذ ذلك الحاډث المشؤوم هي ايضا تحاول الخروج منها.
عندما تتذكر الفقيدة تبكي لكنها تصمت لا تجد لها ملجأ غير حجرة الصالون التي حرمت الجميع من الدخول إليها تقرأ القرآن أو تستدعي الشيخ طاهر هي وزوجها لكي يقرا آيات القران حتى تهدأ نفوسهم جميعا
ضحكت رقيه فرحة لابتسامه ابنتها
_ حاضر يا بنات كملوا نومكم وأنا هكلم امك دلوقتي يا حنين وأقول لها أن أنت لسه نايمه لما تصحوا هتلاقوني حاطه الفطور في المطبخ على الترابيزة.
مش عايزه أي حوادث في المطبخ و محدش فيكم يقلد لي برامج الطبخ للشيف شربيني ولا إبنه كفاية العك إللي انتم بتعملوه!
ردت رحمه أنا يا ماما هقوم أفطر
بصراحه جعت دلوقتي أول ما جبت سيرة الشيف الشربيني..
نهضت من نومها وأول شيء فعلته
توضأت وصلت فرضها ثم دخلت المطبخ لكي تأكل وقد غادرت والدتها المنزل باكرا للذهاب إلى أختها في الطابق العلوي والدة حنين لكي يذهبوا معا إلى أقرب محل بقالة كبير.
أما رحمه فجلست تستمع إلى إحدى الأغاني التي تعشقها مطربتها المفضلة شيرين واخرجت دفترها التي تحتفظ به دائما معها لكي تقوم بكتابه يومياتها.
إنها تعشق اثنين في ذات الوقت نعم اثنين! كانت تفاضل بينهما كريم الذي يبلغ من العمر إحدى وثلاثين عاما والذي يقطن في الشقة المقابلة لهم من الطابق ذاته.
لكنه قد سافر إلى فرنسا تهيم به عشقا ملابسه نوع برفانه طريقة تحدثه معها رجل مميز من الدرجه الأولى!.
والثاني إياد عمران السويفي ذلك الشاب الخجول الذي كان يأتي منذ سنوات وهو صغير مع الشيخ طاهر والذي يقطن في المنزل المجاور لمنزلهما والده صاحب محل الأنتيك الذي يقع على الناصية الثانية