رواية جديدة بقلم الكاتبة نرمين عادل

بعد ذلك لها لأنها لم ترد عليه بطلب صداقه للانضمام إليها وقبلته على الفور لكنها لم تتحدث معه والغريب أنه هو أيضا لم يتحدث معها!
كان الحساب الخاص بها يدعى نسمة الربيع أما حسابه الشخصي فكان باسمه الحقيقي تتمنى أن يكون انسانا حقيقيا ليس له حسابات أخرى باسماء وهمية مثلما فعل كريم وذلك الآخر الذي عرفته لمدة شهرين فقط شهرا عرفت فيها قلبه والشهر الآخر عرفت فيها سواد القلب وجنون العقل والنفس أيضا .
أصبحت تكتب لعله يشعر أن الكلام موجه إليه وبعد عدة شهور دخل لها على الخاص وسألها
_ ما سألتكيش قبل كده علامة الاستفهام إللي حطيتيها حطيتها ليه لكن دلوقتي عايز أسألك سؤال واحد الكلام اللي بتكتبيه موجه لحد معين!
نظرت إلى تلك الرسالة هل تتحدث بصراحة شديدة وماذا سيكون رده لكنها استقرت أنها ستمضي خطوه تلو الأخرى في خطوات صغيرة..
نعم بكتبها لحد معين
وانتظرت إجابته الذي غابت يوما كاملا لم يشاهد تلك الرسالة وكأنه يتعمد أن يهملها! وهي تعلم ذلك لأنها تنظر إليه من على بعد وهو يمسك ذلك الهاتف بين يديه إذا ولأنه بجانب إسمه تلك العلامة الخضراء فهو متواجد لكنه إما لا يستطيع مواجهتها أو مهملا لها!
_ صراحة مش عارف ليه حاسس إن الكلام ده ليا
ليه بتقول كده!
_علامة الاستفهام الغامضة وكمان أنا ما اعرفكيش! وطبعا نسمة الربيع ده اسم وهمي
ايوه بالتأكيد إسم وهمي الاسم اللي حاسه بيه جوايا لكن معظم صاحباتي هنا عارفين إسمي الحقيقي لكن مش ملزمه أقوله لحد تاني!
_ ايوه فاهم أنا مقلتش إنك تقولي إسمك لكن الكلام إللي بتقوليه ده موجه لمين هو موجه لي 
قولي مش هسالك موجهه لي ليه غير لما أنت تقولي لوحدك
خرجت من المحادثة أخذت تدور في تلك الغرفة وتنظر إليه تشاهده يمسك الهاتف والآن رفع رأسه هذه المرة.
رفع رأسه إلى الأعلى ونظر إليها في اتجاه مباشر! نعم هذه المرة تأكدت أنه ينظر إليها ولكنها اختبأت على الفور وهي تضع يدها على قلبها الذي أخذ ينبض بشدة لقد كشفت نفسها!!.
وبعد عدة ساعات كتبت له
ايوه الكلام ده ليك ومش عايزاك تسالني إيه السبب!
_ وعد مني مش هسألك غير لما أنت تتكلمي.
وبعد عدة أيام وجدت رسالة قد تركها لها
فياضة بالرقة جياشة بالعاطفة معطاءة ببذخ مرحها كعيد إياد بهجة حديثها كله فآل حسن
صادقة كنسمة الربيع تأخذ القلب على
سهو وعجل لطيفة تجعلك تستعذب ملامحها كنهر صاف عذب
ظلوا عدة أشهر هكذا تكتب له رسائل ويرد عليها برسائل أخرى وبعد فتره انقطعت الرسائل لمدة أسبوعين كادت أن تجن نظرت طويلا إلى المحل الخاص به لم تجده جالسا أمامه كعادته ماذا حدث انقبض
قلبها هذه المرة!
غادرت المنزل وذهبت تحوم كاللبؤة حول الفريسة! لكنها لم تجده لم تستطع الإنتظار ودخلت لتتحدث في أي شيء!
نعم تشتري أي شيء تجده لكنها وجدت العمال الذين يبيعون الأشياء داخلا ولم تجده هو فخرجت
وكأنه كان يراقبها أو كان يريد أن يتأكد هل هي رحمه أم لا
بعد عدة ساعات وجدت اشعار قد جاءها برسالة فتحتها فوجدت رسالة طويلة منه وكأنه حين فتحت الرساله قام باغلاق هاتفه حتى يكتب الرد بكل حريه!
كان قلبها يرتعش وهي تقرأ ما خطه في تلك الرسالة
السلام عليك وعناية الله تحفك أيتها النسمة
أحبيني... كما أحببتك دوما!
لو تدركين كم أحبك وكم أحب أن إغراءك ك كتاب زخم بالمفاجآت المحببة على قلبي أود لو ألفك بقطعة حرير كطفل لم يتخط الشهر الثالث خشية ملامسة يده قسۏة الحياة أنت نسمة دافئة
تخللت روحي وحياتي دون طوع منها أو كراهية!
عروسة البحور أقبل علي فقد جئتك كحلم جميل.
أتصدقين لو قلت لك إنك نبيلة الصفات مهذبة الملامح
الظلم حقا أن أحمل كل هذا الكم من التوق لقربك وأحرم منه من الظلم حق أن أسمع أخبارك من بعيد من الظلم حقا أن أمنع من سماع صوتك عن قرب ورؤية لمعة عينيك عند الحديث وبسمة ثغرك الجميل أن أحرم من معانقتك كما يجب أن أمسك يدك الناعمة وألبسك خاتما عليه اسمي واسمك طوقا من الورود والأزهار أصنعه بأصابعي المتوترة على هيئة تاج معكوسة من
أحرف اسمك رحمه 
اغلقت سريعا إذا فهو يعرفها! يعرف من هي كما توقعت كان ينظر ويعتقد الآن أن هناك كاميرات داخل ذلك المحل قد راقبها عندما ذهبت لتسأل عليه أو لتتصنع شراء شيء.
ظلت لمدة يومين مغلقة ذلك الهاتف كيف عرفها! ولماذا كتب لها 
هل كان ينظر إليها أيام تلك المحڼة قبل أن تتزوج كريم محڼة محسن وما فعلته عمتها لتعرف مع من تتحدث!
ثم أين هي غفران في أوقات كثيرة تختفي لا تجد أحد معها حتى والدتها قد اهملتها مثل الماضي دائما جالسة مع خالتها في الأعلى أصبح هو رفيق وحدتها في تلك الأيام الماضية..
وبعدها ما نظرت من تلك النافذة مرة اخرى هذه المرة وجدته يقف يرتدي بدلة انيقة وينظر إليها وهو يضع يديه في خصره لم ترتعد مثل المرة السابقة بل قامت بفتح تلك الستائر البيضاء الشفافة ونظرت إليه نظرات مباشرة! امسك بهاتفه ونظر إليها مرة أخرى تشعر به يبتسم!!.
نعم تشعر به في قلبها وهي أيضا تبتسم أنه يعرفها لكن كيف عرفها وكيف يحبها مثلما احبته هي اسئله كثيرة تريد أن تعرف إجابتها هل يعرف أنها أم هل يعرف إنها أصبحت أرمله
فكرت كثيرا وأجابت نفسها بالتأكيد يعرف فوجدته يلوح بهاتفه خاڤت أن يشاهدها أحد من الجيران يتصادف وقوفه في نافذة أو شرفة فدخلت سريعا وامسكت هاتفها وجلست على سريرها
فوجدت اشعارا قد أتاها برسالة جديدة من إياد وبدأت تقراها
اللحظات السعيدة تقتنص يا رحمه فلا تلوميني حينما أقتفي أثرك بين زحام المرور شهيتي نهمة 
أتذكر عن ظهر قلب رائحتك الأثيرة فلا تعول كثيرا على أخلاقي في هذه اللحظات فما بها يكفيها يا
بستاني الجميل ! حقا أنا أكبت بأقصى مالدي من قوة و أتحكم بانفعالاتي خوفا على اهتزاز صورتي بعينيكي البنيتين أتمنى أن يصلك شعوري وطيف رسمتي التي رسمتها بفرشاة الأحلام
وأخيرا و تعني ليست إلا بداية عهد جديد ورسائل وعطايا لن تمنع ولن تتصنع بعد اليوم فما بيننا إلا
ود ونصيحة ك همسة لا تترددي في اقتناص ما يسعدك ويبهج محياك الوسيم يا نسمة غيثك الخاصة الثمينة !
دمت حبيبتى وقلبي وروحي وقريبا زوجتي.
سأفاجئك قريبا
مع اعترافه بحبه لها وهبت روحها وقلبها له هو فقط وابنتها تعهدت أمام الله وهي تسجد أن ذلك هو الغيث كلماته لامست شغاف قلبها تشعر أنه صادق هل يكون هناك رجل صادق.
أيحق لها ألا تخاف تعيش حياة أخرى لا تعلم عنها شيء كفيفة لا ترى سوى غيثها تتحسس الطريق بحبه ليطمئنها ويكون لها الأنيس ! يكفي ذلك لكي لا تخاف !
من أين لها ذلك الكم من الأمان والاطمئنان! ألا يجب أن تخاف من المجهول! ومنذ متى ويطلب رزق
غدا كما لم يطلب عمل غد
إذا المعادلة بسيطة فالمستقبل والأمل على الله 
هذا غيث ينبض ب أغياث عديدة اجتمعت بشخصه! .. نعم فكل لمسة أو كلمة أو حرف أو معاملة أو حركة
هي غيث من نوع فريد يروي ويسقي لم يبخل عليها بأي ذرة اهتمام أو حب أو خوف عليها أو أمن سيمارس قانون العطاء بلا مقابل لأنه واثق ثقة عمياء أنها بالتدريج ثقبل عليه وتدخر له
مفاجآت عديدة سيعجز عن استقبالها سترسم البلاهة عليه ويقف مشدوها بما تفعل سيصبح شخصا آخر معها كما أنها ستتغير!!.
كلاهما سيتغير للأفضل لكن منهم من سيصبح مسحورا وتصيب عقله البلاهة
وعدم الاتزان
أولا ثم يبدأ بالاستيعاب مرة بعد مرة حينما يروضها مثل الفرس
أو يروض الحصان الفارس ..أيهما أقرب.
إنها معادلة متكافئة مترابطة بشكل ملحمي لا تكتمل إلا بالطرف الآخر بل لا تشبع بل هي علاقة لا
تنضب ولا تجف!
تحياتي لكم نرمين عادل همام
تمت