الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية كاملة بقلم ياسمينا أحمد

انت في الصفحة 28 من 41 صفحات

موقع أيام نيوز

 


فرض احكامها عليها ومحو شخصيتها تماما نهضت حنين على تلك الاضواء الساطعه التى سقطت على وجهها ورمشت عينها عدت مرات لتتأقلم مع الضوء 
المفاجئ الذى اصابها بالعمي لدقائق
لم ترهق فى معرفة السبب لانها اعتادت انها تلك المزعجه فريال
اعتدلت فى نومتها وعدلت من حجابها بينما عبست فريال فى وجهها وهي تهدر پغضب 

انتى مش ممكن بردوا نايمة بااسدال 
لم تجيبها حنين وسكتت تماما حتى لا تثير شكوكها حول حياتها الخاصة هى واياد 
استرسلت هي 
يلا قومي عشان خارجين
هتفت حنين بتوجس
رايحين فين !
صاحت فريال بضجر 
ما تسأليش قومي من سكات
توترت حنين وانتابها القلق 
طيب هتصل استأذن من اياد
هدرت فريال بضيق 
تستأذنى مين انا اللى بقولك قومى تقومى سيبى اياد فى شغلة
والبسي حاجة شيك وحطى ميكب انتى هتمشى معايا لازم تبقى اسبور
نهضت حنين عن الفراش وهى تلوى فمها بسخط من تلك التى تعاملها كالدمية ولا تراعي حتى بمشاعرها
خرجت حنين مع فريال للتسوق ولم تكف فريال عن تعليقاتها عن ملابسها كانت حنين ترتدى جيب واسعا ابيض وبليزر وردى وحجابا رقيق مزركش بالورود 
فبرغم طالتها الهادئة والمناسبة تماما لوجهها البرئ 
الا ان فريال كانت تنتقدها انتقادا لازعا
اية اللى خرجنى معاكى بس وانتى بالشكل دا 
هتفت حنين بهدوء يصاحبة بعض الحذر 
وماله شكلي 
علا صوتها بضيق 
انتى بتسألى ماله شكلة شكلك ملخبط كله على بعضه ياااربى قدامى كتير اعلمهولك
وسكتت عندما اقتربت من المتجر وهدرت بحيرة 
طيب اعمل اية يا ربى اتبرى منك واقول ما اعرفهاش ياربى
بينما سكتت حنين وتزعزعت ثقتها بنفسها وحزن قلبها 
تحركت امامها فريال نحو متجر الملابس الخاص بهم والذى اعتادته فريال منذ سنوات 
قابلتها احدى العاملات بإبتسامة مرحبة وهتفت بإهتمام 
اهلا وسهلا يامدام نورتينا
ابتسمت فريال على مضض 
بنورك حببتى عايزة هدوم استيل وشيك لل وسكتت قليلا لتجد تعبيرا يحط من شان حنين فلم تجد فهتف وهى تلوى فمها يتافف
مرات ابنى 
ابتسمت الفتاة الى حنين وتحركت معهم وهى تهتف بتحمس 
احنا جايلنا شوية حجات مستوردة روعه هيعجبوكى
ولحقنا بها حنين فى صمت
تنقلت فريال وسط الالبسة لتنتقى على ذوقها ما ارادت ولم تشاركها حنين 
الا ان الفتاة تسائلت فى حيرة 
هو اللبس دا لحضرتك ولا لحضرتها 
اجابت فريال بسهولة 
ليها
وزعت الفتاة نظرها اليهم بتعجب ولم تنطق بأى شيئ
التقطت فريال فستانا ضيقا بدون اكمام ووضعتها عليه 
لتزيحة حنين بهدوء و تهدر بتوتر 
انا محجبة يا طنط يعنى عمرى ما هلبس الحاجات دى
رمقتها فريال بنظرات ساخطه وهتفت بإصرار 
ابقى البسية فى البيت وبقولك اية اللى انا انقية هو اللى هيتلبس وما اشوفش الشوال اللى عليكى دا تانى 
لم تجيبها حنين وصمتت تماما واشاحت وجهها بعيدا 
استكملت فريال الجولة دون اكتراث الى تلك التى تنتقى لها او حتى تأخذ رئيها فى اى شئ
سحبت فريال ملابس شفافة وقصيرة لم تميزها حنين اتسعت عيناها وفرغ فاة وهى تنظر لها بإندهاش 
وشرعت ان تضعهم فى العربة فصاحت حنين عاليا 
انا مستحيل البس الحاجات دى قولتلك انا محجبة ويستح 
قاطعاتها فريال وهى تهدر پغضب و احتقار 
دى هدوم نوم مش اللى انتى بتنامى بية دا ولا انتى متعرفيش دول اية بلاش مش عارفة اصلا سبب وجودك 
اية انتى مجرد نزوة فى حياة ابنى فاهمة يعنى اية ! انتى اخرك شوية اللبس دول وتخرجى برة حياته للابد بالشوال اللى جيتى بيه لو شافك تانى مش هيفتكرك ولا حتى يعرفك
اوشكت ان تميد الارض من تحت قدامها وشعرت بالم تصبب داخل عظامها وسحقها اذا كشفت فزعها الحقيقى وشكوها نحو تلك الحنان الجارف الذى يغدق بهم
عليها اياد اختنقت من تلك الكلمات هوت بها الى الارض ډمرت معنوياتها وما تبقى منها بخلاف معاناتها السابقة بينما تابعت فريال سحب البسة نوم اخرى غير عابئة بتلك المسكينه التى تتمزق من وراءها
في ايطاليا 
خرجت فرحة من احدى بيوت التزين الشهيرة ترتدى فستانا فضي لامع بحمالات رقيقه وخجلت هى من خروجها بهذا الشكل وارتدت شيئا اتت بة خصيصا من تلك المعاونه الخاصة بالمتجر 
الا وهو وشاح من مطرز بعناية ويتدلى منه  ابتلع ريقه فى توتر 
وازداد قلقه من اصطحابها معه الى تلك الحفرة السحيقه 
وكاد قلبه يقفز من مكانه نحوها اذ ازدادت جمالا واصبحت لا تقاوم بينما تمشت ببطء نحو زين وتمنت من اعماق قلبها ان يعترف لها بالحب الذى تراه الان فى نظرته المعجبة ودت لو تكون الان على ذمة ذلك الوسيم الذى هو الان لا يقل وسامة وجاذبيه عنها يرتدى حلته سوداء ومصفف شعرة بعناية الى جانب عطره المميز الذى يترك اثر فى كل مكان حذاءه اللامع كان هو ايضا فى عينها من اجمل رجال الارض 
انتهت نظرات الاعجاب المتبادلة بينهم ووقفت بوجهه فى خجل حاول الامساك بالكلمات الهاربة ولكن لا فائدة ساد الصمت قليلا 
حتى قاطع زين الصمت وتحدث بنبرة تحذرية وقلقه 
زى ما فهمتك يا فرحة اوعك تتكلمي مع اى حد وما تشربيش حاجة من اللى بيقدموها امسكى الكاس بس 
وتظاهرى انك بتشربى لو الليلة دى ما عدتش علي خير مش ممكن نخرج من هناك 
ازدات قلقا وهتفت بتوتر 
اااا انا خاېفة انا عمرى ما ظهرت قدام حد بشكل دا ومكسوفه جدا 
امسك يدها بحنو وارتجفت هى ووزعت نظرها بين يده الممسكة بيدها وبين وجهه لتستكشف الامر 
ان كان حقيقى ام خيال 
نظم انفاسة المتصاعدة وبنبرة هادئة للغاية 
ما تخافيش وانتى معايا انسي كل اللى حوليكى وما ترتبكيش كل اما تحسي بقلق اضغطى على ايدى جامد 
ودا هيساعدك فى تخفيف التوتر وايدى هتفضل فى ايدك مش هسيبك ابدا اا 
اتسعت عيناها وكاد قلبها ان يقف حدقت به جيدا لتتاكد من انه لا يمزح فكلماته الناعمة اثرت فيها بشكل غير طبيعى وادهشتها لابعد الحدود 
ليحرك راسة بإبتسامه عذبة ويهتف 
يلا يا فرحة 
فى فيلا الاسيوطي 
بعد ان نبهت فريال حنين وامرتها بإرتداء احدى الالبسة اليلية الشفافة والمغرية دثرت نفسها جيدا بالغطاء 
وتكالبت عليها الهموم وبدأت النحيب بحړقة على كل ما عانتة وستعانية فقد ارهق قلبها المسكين 
من معاناتها السابقة والتى تخشاه الان تكرارها بعد ان افسد ابيها علاقته بها وزجها خارج منزلة واعلنها كسلعة فى مزاد علنى بشكل قاسى ومن ثم عاملها زوج خالتها اسوء معاملة وزجها ايضا خارج منزلة الى من تكره 
فقدت ثقتها الكاملة بشتى انواع الرجال اصبحت لا ترضخ الى قلبها نهائى الذى عان خيبات لا حصر لها بعدما تحرك نحو اياد وخذله هو بكلماته الموجعه بانه سيرميها ما ان يفرغ منها وجاءت امة اليوم لتؤكد لها تلك الجلة تفصيلايا و انها لاشئ كل هذا ترك مرارة فى حلقها 
دلف اياد الى الغرفة فمسحت دموعها سريعا وتظاهرت بالنوم 
ابتسم
هو اثر رؤيتها نائمة وغمرته سعادة بوجودها فى حياته اذا شعر انه بدء يعيش حياة طبيعية بعدما طالبت مرافقته لها الى الصعيد 
خلع عنه سترته وتأوة اذا كان يشعر بتعب وابتسم الى غطاؤها مرة اخرى ود محادثتها ليزيح التعب عن جسدة بنظره على معشوقته سرعان ما تبدل وجه وتسئال فى نفسة 
هى الساعة كام ! والقى نظرة سريعة الى ساعته 
واسترسل فى دهشة 
الساعة لسة عشرة ازاى نايمة دلوقت دى مش بتنام الا الفجر ! 
تحرك نحوها بخطى سريعة وجلس الى طرف الفراش وانادها وكانت مولية ظهرها له 
هتف بقلق 
حنين حنين حنين انتى نايمه ! 
لم تجبه وكتمت انفاسها حتى لا يسمع ويؤمن بخلودها الى النوم ولكنه ازداد قلقا من عدم استجابتها واعتقد انها مريضة حرك يدة على كتفها ليهتف بقلق وتوجس 
انتى تعبانه 
وباغتها وازاح عنها الغطاء ليظهر مفاتنها اتسعت عيناه وتزايدت الدهشة اذا اعتاد عليها بالاسدال 
اما هى فقد وقع قلبها ونهضت سريعا وجذبت الغطاء عليها ودثرت نفسها جيدا به واولته ظهرها من جديد 
وهى تهدر پغضب 
لا مش تعبانه 
ابتسم وهو يمرر اصابعه على شعرها ويهمس بخبث 
انتى مكسوفة 
تحشرج صوتها وهى تجاهد دموعها 
لو سمحت سبنى انام 
انتشرت الدهشة على وجهه اثر معاملتها الجافة وتودها المخفى داخل الغطاء وهتف فى دهشة 
انتى بتكلمي بجد ! 
اومأت براسه وهى تجيب 
ايوة 
امسك كتفها وسألها فى تحير 
انتى تعبانه يا روحى ! 
اجابته بضيق 
لا انا محتاجة انام بس 
مسح وجه بكفه فى ڠضب وتحرك من جوارها 
في ايطاليا 
نزلت فرحة بيد زين الي صالة اللورد والذى اصطف بجوارها مئات السيارات وانبعث منها نورا قويا يخطف الانظار ولم يكن الحشد الهائل من الحراس ما يقلق فرحة بل كان ما ستواجهه بالداخل وما تخفية تلك الجدران حيث ان هذا المكان هو معقل الماڤيا الايطالية والعالميه للتسلية 
وهو مكان مؤمن للغاية حيث لا يتسلل الية ايا من رجال الشرطة 
امسك بيدها لينزلها من السيارة 
امسكت يدة وترجلت من السيارة بتوتر 
مال برأسة نحوها وهو يهتف امرا 
ما تكلميش نهائى 
حركت راسها بهدوء اثار تعجبه اذ بدت على غير سجيتها المعاندة ومستسلمة الى ابعد الحدود ولما لا فقد بث بها الامان والطمئنينه بتشبسة بيدها 
دخل الى القاعة 
وعلي الصخب واذا كان عالما اخر لم تذهب اليه من قبل حتى فى احلامها تحرك زين بجوارها وهى متبطءة يدة 
واتجها نحو البار الرئيسي ليستكشف المكان بسهولة حيث انه اعلى نقطة فى ذلك المكان الذى يعج بالبشر 
الفتت فرحة النظر اليها بوجهها المميز و الجديد 
وعلى احدى الطاولات 
تابع احدى الرجال خطوات فرحة بدقة وتفحصها جيدا والذى يوحى بانه زعيما او قائد عسكرى يجلس وسط رجالة بتفاخر و قوة واشار بطرف بنانه الى من يقف الى جوارة 
فانحنى فى سرعة استجابة 
نفض هو شرارة من سېجاره الكوبى بغير اهتمام وهمس فى اذنه بأمر مختصر فتحرك هو فى استجابة 
فى نفس التوقيت كان زين يقلب بصره فى كل الجهات بدقة وبدراسة 
وكانت فرحة تتابع بغير استياعب اذا مارأته كان خارج ادراكها 
وشعرت بيد خفية تلمس كتفها فإلتفتت فى توجس 
كان رجلا يبدو علية عدم الاتزان والادمان كانت نظراته مريبة وتبعث القلق حدثها بطريقة تودديه ولكنها لم تفهم شيئا
من حديثة ورمقته بتوجسوتشبست بذرع زين بقوة 
استشعر هو بقلقه من قوة قبضتها استدار بكرسيه فى تأهب 
وقع نظرة نحو ذلك الذى يحدق بفرحة بجراة تفهمها هو 
نهض من مقعده وابعده بيده فى هدوء وحدثه فى تحذير باللغة الايطاليا بطلاقة 
ابتعد 
ولكن الاخر لم يستجب وتطلع برأسة نحوها مجددا 
من انت كي تعيق وصولى اليها 
فإنكمشت اكثر فى ظهره اثر نظراته المفعمة بالجراة 
تعند هو فى وجه ووضع رأسة پعنف برأسة وبدء الحوار
 

 

27  28  29 

انت في الصفحة 28 من 41 صفحات