الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية كاملة الجزء الثاني بقلم لادوو غنيم

انت في الصفحة 29 من 116 صفحات

موقع أيام نيوز

 


بيبي أنا كمان مرهقه أوي  ومحتاجة مساچ ناعم منك..
أمسكت بيده لتذهب معه فتدخلا..جبران..بأمر..
لاء شغل الأنجا_س دا ممنوع هنا كل واحد فيكم هينام فى أوضة لواحده..
قطب جبهته بإعتراض..
بقولك ايه إنت مش هتحددلى إقامتى...نسرين..هتنام معايا فى أوضتى وده أخر الكلام ياله يا..نسرين..
ضيق عينيه بحنقا كاده يجعله يكسر عظامهم لكنه أعتمدا طريقا آخر بالحديث.  وهتف بجمودا..

تمام كدا إتفضل أطلع إنت  وهى بس لو رجل..نسرين..خطت أوضتك وكيلك الله يا ابن أبويا مهتقعد معانا ثانية زياده.  ودا مش تحذير لا سمح الله دا بس تعريف للي هيحصل...
إقتربا خطوة منه يتحداه بجحودا..
..نسرين..هتدخل أوضتى  وهتكون شريكتى فيها.  واللي عندك إعمله..
على راحتك بس متنساش إنك إنت اللي قررت..
ياله يا..نسرين..
مد يده ليمسك بها فوجدها تتجنب الإمساك به فقال له مستفهم..
مالك اتصلبتى كدا ليه هاتى إيدك  وتعالى معايا عشان نطلع أوضتنا..
إنتابها القلق من تلمحيته المغمغمه بالتحذيرات فختارت أن تكون بالجانب الرابح  وهتفت..
لاء أنا مش هينفع أقعد معاك في نفس الأوضة لإننا لسه متجوزناش أنا هقعد فى اوضة تانيه..
باح بزمجرة..
يعنى ايه بتعصي كلامى  وموافقة علي كلام..جبران..
تنهدت بجديه..
لاء أنا مش بوافق علي كلام حد أنا هعمل اللي شيفاه صح المفروض فعلا إن كل واحد فينا يبقاله أوضة لواحده يا حبيبي لحد معاد فرحنا هى دي الأصول..
لم يروق له حديثها فقطب جبهته پغضبا إرتسم فوق وجهه.  وصعد للأعلي حيث حجرته اما..نسرين..فذهبت برفقة السيدة..كريمان..لتطلعها علي حجرتها التى ستسكنها طولا فترة مكثها بالقصر..
أما بحجرة المكتب فكانت تقف السيدة..ناهد..برفقة..جبران..تتحدث معه..
..رؤيه..ملهاش ذنب فى حاجة أنا اللى بعتها لأوضة جاسم عشان اخليها تشوفلي إذا كان ناسي تليفونه ولا لاء عشان بصراحه كده مش مرتاحه للولد دا خالص فكنت عاوزه أتاكد من سجل مكالماته..
تنهد برسميه..
علي العموم الموضوع دا خلاص إتقفل بس بعد كدا لما تحبي تعملى حاجة خلينا كلنا سوا عشان نشيل بعض بلاش اللعب الفردانى عشان مندخلش نفسنا فى حوارات حقېرة زي اللي حصلت النهارده..
أومأت بالموافقه.  وإستدارت لتذهب فقال لها من جديد..أنا طبعا معنديش شك فى ذكاء حضرتك ياريت متكنيش زعلتى من كلامي..
نظرت له ببسمه..
مفيش حد بيزعل من إبنه يا..جبران..إنت مش بس إبن..كريمان..  ورياض..أنت إبنى أنا كمان..
لانت ملامحه ببسمه هادئه.  وقتربا منها مقبلا رأسها فنظرت له  ورتبت بحنان علي وجنته اليمني أثناء قولها..
ربنا يحفظك  ويخسف الأرض بكل واحد عاوز يهدك يابنى..
ثم أستدارت  وذهبت إلى حجرتها اما هو فصعد لحجرته.  وحينما دخل وجدها تجلس على الأريكة.  ويبدو عليها القلق من لقائه فتجاهلها تماما.  وأخذ ملابس من الخزانه.  ودخل إلى الحمام اما هى فنتابها القلق أكثر فقد كانت تتوقع أنه سيثور فور أن يراها لكن ما حدث كإنه العكس فظلت جالسة تفكر بأمره حتى مر الوقت.  وخرج بملابس نومه المكونه من بنطال إسود  وتيشرت نصف كم بذات  اللون ثم تقدم إليها قائلا بجديه..
قومى عشان عاوز أنام.. 
نهضت تقف أمامه متسائله بقلقا..
إنت مش هتسألنى كنت بعمل ايه فى أوضة جاسم! 
تجاهلها.  ومدد جسده علي الأريكه.  وأغمض عينيه فشعرت بالحزن يقبض قلبها فجلست بجوار صدره علي حافة الأريكه..ثم هتفت بصوتا مبحوح بحشرجت البكاء..
..جبران..أنا مكنتش بعمل حاجة غلط والله العظيم 
أنا دخلت أوضته عشان..
قاطعها بقوله الجاف..
مفيش داعي إنك تبرري أنا مسألتكيش ياله روحي نامى..
بس يا..جبران..لازم تعرف إنى..
..رؤيه..من فضلك روحى نامى أنا دماغى مصدعة.  ومش عايز أسمع حاجة تاني النهارده.. 
رفضه لسماعها جعلها تبتعد عنه قليلا تفكر بحيلة لتجعله يستمع لها فراوضتها فكرة صغيره فنهضت من جواره.  وجلست على فراشها ثم نظرت له.  وأمسكت معدتها تتأوه پألما..
ااه بطنى بتتقطع ااه مش قادره ااه بطنى ھموت..
فتح عينيه بلهفة ممزوجة بالخۏف  وفزع من فوق الأريكه.  وأسرع بالجلوس بجوارها يحتضن بيده اليسار وجنتها...
مالك يا حبيبتي حسه بإيه.. 
الخۏف الذي تشاهده بعينيه 
قلبى. وجعنى أوي..
رتب علي شعرها بعطف عاشق لها..
سلامة قلبك يا قلبى .خليكى فى حضنى هيدويكى..
إحتمت بصدره من غدر القدر قائله..
نفسي أفضل جوة حضنك لأخر ثانية بعمري بس اللي منعنى ظلم القدر لينا...
لكل مظلوم يوم بتختفى فيه سواد الليل.  وتشرق شمس يوم جديد تنور حياته لباقي العمر.
شدته من عناقه بغراما..
..جبران..أقسملك بالله إنى من يوم ما تكتبت على إسمك.  وأنا محافظة علي شرفك.  وصاينه كرامتك.  ومفكرتش حتى إنى أبص لراجل غيرك.  والله العظيم أنا دخلت أوضة..جاسم..لأنى كنت متاكده إنه بره القصر..
متبرريش حاجه أنا واثق فيكي  ومتأكد إنك محافظة علي إسمى  وشرفى..
خرجت من عناقه تسأله..
طب مش هتسألنى كنت بعمل ايه في أوضته..
لاء مش هسالك لإنى مش عاوز أعرف ياله نامى.  وإرتاحى.  وبكرا نبقي نتكلم تصبحى علي خير..
قبل رأسها.  وذهب ليغفوا علي فراشه ف فقدت الأمل من إخراج الحديث منه.  وقررت النوم مثله
 وبداخل حجرة..نسرين..كانت تتحدث مع..جاسم..عبر الجوال تحاول تصحيح ما حدث..
كان لازم أعمل كدا عشان محدش يشك فينا لو كنا عارضنا كلام..جبران..كان هيطردنا  ومكنش هيبقى قدامنا أي فرصه عشان نرجع تانى..
هتف بزمجرة..إنت ه تستهبلى ماإنت عارفه إن ليا في القصر زي ما ليه بالظبط  ومكنش هيقدر يعملنا حاجة..
عارضته بجدية..
لاء يا حبيبي..جبران..كبير العائلة بعد أونكل..رياض..  وكلمته بتمشي علي الكبير قبل الصغير.  ومظنش أبدا إنك كنت هتقدر تقف قصاده بص يا..جاسم..عشان خطتنا تنجح لازم نجاريهم كلهم  ونحسسهم إنهم أقوي مننا  وقتها بس هنقدر نركب  وندلدل رجلينا كمان..
شغل العيال دا ماليش فيه أنا مش عيل صغير عشان أخاف منه أنا برضه..جاسم..تربية سالم الشداد يعنى  دارس المكر علي أصوله.  والأيام هتثبتلك مين فينا الأذكي أنا  ولا البعبوع بتاعهم..
أغلق الجوال بوجهها فقالت بضيقا...
غبي  وهضيع كل اللي بنخططله لازم ..خالد..ياخد فكرة عن الهبل اللي ناوي عليه الزفت التاني..
أجرت إتصالا على..خالد..الذي أجاب أثناء جلوسه بجوار فتاة لليل فوق الفراش..
خير يا حبي..
مش خير خالص الزفت..جاسم..ناوي يبخرب كل حاجة بنخطط لها بسبب عصبيته..
عمل ايه الزفت دا..
الأستاذ ناوي يعارض أي كلام يقوله..جبران..عاوز يعمل رأسه براسه ناويله علي الشړ.  وبكده هيبوظ كل مخططتنا
متقلقيش أوي كده أنا هعرف إزاي أظبطه  وأخليه يمشي زي ماحنا عايزين..
ماشي يا..خالد..سلام..
أغلقت الجوال.  وجلست علي الفراش تفكر بأمره
مر الليل  وأشرقت شمس يوما جديد كإنه هذا اليوم خاص جدا بالقصر فاليوم سيأتى السيد..بوراك  وإبنته..سيليهان...ليتناولا الغداء برفقة عائلة  المغازي بأمرا من السيد..رياض...أصبح الخبر يملئ القصر.  وبداخل حجرة نوم ..هلال..كانت تقف بجوار..عمران..الذي يستعد  ويرتدي ملابسه..
..عمران..إيه وضع البنت سليهان..
عمران مستفهم..
مش فاهم..
أنا عرفت بالمساچ اللي عملته..لجبران..  وبصراحه كدا مرتحتلهاش خالص..
ياقلب عمران ماتشغليش بالك بيها.  وركزي فى الحمل شويه أمى قالتلى إنك مبتكليش كويس..
ضيقت عيناها بزمجرة..
واضح أوي إنك بتغير الموضوع.  وإنت عارفنى كويس مبحبش الإسلوب دا نهائي يا..عمران..
إرتدي سترته الرماديه قائلا بجديه..
مش بغير الموضوع ولا حاجه أنا بس مش عاوزك تشغلي بالك علي الفاضي مفيش حاجة تستاهل الإنشغال دا.. 
..عمران..إنت مفكرنى طفله صغيره هتضحك عليها بكلمتين بقولك عرفت بحوار المساچ إيه عايزنى أشغل بالي لما الهانم تعملك إنت كمان..
تنهد بإمتصاص للملل...
أنا مبحبش المساچ نهائي فمتقلقيش مش هتقدر تعملي حتى لو إتشقلبت فى المكتب خلاص إرتاحتى هنزل بقي عشان أشوف الدنيا تحت بقت تمام والا ايه..
ذهب من أمامها فضيقت عيناها بتوعد..
ماشي يا..عمران..المح بس نظرة بينكم النهارده.  وأنا هخليها ليلة سودا..
جلست علي مقعدها بزمجره محاوله التغاضي عن حنقها..
بعد مرور عدت ساعات اتى السيد..بوراك..  وإبنته..سليهان..الى القصر  وإستقبله السيد..رياض..  وباقي الأفراد بإحترام.  وجلسوا جميعا يتناولون  الغداء بحديقة القصر كما أمره السيد..رياض..
نورت مصر  وقصر المغازيه يا..سيد بوراك..أنا سعدت جدا لما عرفت إنك بتتكلم مصري كويس.  وذادت دهشتى لما شوفت قد ايه سنك مش باين عليك نهائي إن عندك خمسين سنه اللي يشوفك يقول شاب فى نهاية التلاتينات..
تبسم الآخر الذي لم يتعدي الخمسون عاما..
دا شرف ليا رايي شخصية عظيمة زيك فى أنسان زيه اما بالنسبه للسن يا باشا فداه حصاد الرياضه  والأكل الصحى معا إن واضح إن كل الأصناف المتواجده حاليا قدامنه مش صحية نهائي..
تدخلت..فريحة..الجالسه علي الناحية الأخري بفظاظه..
إحنا هنا بنحب الأكل المتغذي الواحد مش ناقص يجيله هبوط من الأكل الصحى دأنا لما كنت عامله رچيم كنت بهمد زي البطة العطشانه بسبب الأكل بتاعكم..
تبسم لها بقولا..
الرچيم مش حلو لكل الناس يعنى إنت مثلا لايق عليكي الكيرفي...
تبسمت بإمتنان..
ميرسي أوي والله الوحيد اللي قالى كلمة حلوة توحد ربنا من يوم ما بطلت رچيم..
هتف بإعجاب..
إنت تستهلى  وعلي فكرة الكلام دا مش مجمله دا حقيقتك فعلا..
داعبت شعرها لوراء أذنها بذات الضحكه الهادئه..
ربنا يخليك دا من ذوقك..
تبسمت..سليهان..لوالدها..
جراإيه يا بابا البنت اتحرجت مش كدا..
نظر بتلك اللحظة...عامري..لفريحة. بخشونه فضيقت عيناها ببسمه خاطفه.  وقالت بصوتا غير مسموع..
واضح إن الغيره بدأت تشعلل في قلبه أيوة بقي كدا يا فروحه طلع بيحس دا مش بعيد لو ذودت الجرعة يطلب إيدي كمان..
لم يروق لأحدا من الرجال النقاش الذي دار بين الثنائي مما جعلا..جبران..يراقب بعينيه نظرات..بوراك..قلقا من أن يختش حبيبته بنظره مغازله وظله هكذا حتى أنتهوا من الطعام.  وظلوا يتبادلوا الحديث بالعمل  والحياة...و من بينهم ..فريحة..التى كانت تحاول بكل جهدها أن تثير غيرت..عامري..إتجاهها فكانت تتدخل بالحديث  وتتبادل الضحكات معا هذا الغريب..
اما..جبران..فكان يجلس بجوار..رؤيه..الجالسه بثوبها الأبيض الرقيق.  وحجابها الأوف وايت فكانت كالملاك بعينيه المغمغمه بالغزل كلما نظرت اليه مما يجعلها تخفضهما بخجلا لكى لا يلاحظ أحد الحاضرين نظراته إليها..
 وأثتاء غزل العيون قالت..سليهان..ببسمه..
..جبران..من فضلك تيجى معايا على إنفراد عشان عاوزه أنقشك فى حاجة هامه جدا دا لو مش هيضايقك..
أسرعت عينيه بالنظر لزوجته التى إعتلت الغيره وجهها فقال برسميه..
خلي كلام الشغل في الشركة أفضل..
الموضوع مش هياخد أكتر من عشر دقايق.  وأستاذ..عمران..كمان ياريت يتفضل معانا لإن حضراتكم المسئولين عن المشروع معايا..
لم تعطيهم فرصه للنقاش.  ونهضت تتحرك بعيدا عن الجميع ف نهضوا يذهبن خلفها ليناقشه معاها العمل أما زوجتهما فتجحظت عيونهما بالغيرة القاټلة..
اما..عامري..فنظر إلى..نسرين..التى تخبئ شئ خلف ظهرها فور أن رئت هذا التجمع
 وتحركت مسرعة بالذهاب للحديقه الخلفيه فنهضا..عامري..خلفها ليرا ما كانت تخبئ..
 وبتلك الحظة نهضا السيد..بوراك..قائلا ببسمه..
ممكن..فريحة..هانم تورينى مكان التواليت..
نهضت ببسمه..
اه أكيد إتفضل..
ذهبت برفقته للداخل أثناء الحديث معه..
واضح إن حضرتك بتقدر الضحك أوي..
طبعا بقدر الضحك.  وبقدر أكتر اللي بيسببه الضحك..
مش بقولك حضرتك ظريف بس قولى حضرتك مش صغير علي إن يبقالك بنت شحطه زي..سليهان..أسفه قصدي زي الأنسه..سليهان..
تبسم بغرورا..
دا نتيجة اللي يتجوز  وهو صغير بيفضل شباب..
تبسمت بمراوغه..
حضرتك كدا هتخلينى أفكر في الموضوع 
فكري التفكير فيه
 

 

28  29  30 

انت في الصفحة 29 من 116 صفحات